البابا فرنسيس يندّد بـ«الحرب على الخليقة»

البابا فرنسيس البابا فرنسيس | Provided by: Daniel Ibáñez/CNA

شدّد البابا فرنسيس، في رسالته بمناسبة اليوم العالمي للصلاة من أجل العناية بالخليقة المصادف 1 سبتمبر/أيلول 2023، على أهمية اهتداء القلوب وتغيير طرق العيش والسياسات العامة التي تحكم مجتمعاتنا. واعتبر أن الاحترام الإيكولوجي يُمارَس عبر أربعة اتجاهات نحو «الله والبشريّة اليوم وغدًا والطبيعة وذواتنا».

يحمل اليوم العالمي لهذه السنة عنوان «ليجرِ البرّ والسلام»، وهو مستوحى من سفر عاموس (5: 24). من هنا، قال الأب الأقدس إن الله يريد أن يحكم البرّ، وأن يكون كل إنسان بارًّا إذ إن العدل ضروري لحياتنا كأبناء لله.

وشرح الحبر الأعظم أن البحث أوّلًا عن ملكوت الله والحفاظ على علاقة صحيحة مع الخالق والإنسانيّة والطبيعة يجعلان البرّ والسلام يجريان كنبع ماء عذب لا ينضب.

وذكّر بزيارته بحيرة القديسة حنّة بمقاطعة ألبرتا الكنديّة في يوليو/تمّوز 2022 حيث حجّت أجيال كثيرة من شعوب البلاد الأصليّة. يومها، أعلن فرنسيس أن ذلك المكان يدفع الإنسان إلى الإصغاء لصوت «الأمّ الأرض». ودعا إلى سماع صوت نبضات قلوب الأمّهات والجدّات والخليقة والله، وإلى إدراك نقص التناغم بينها.

وطلب الأب الأقدس التوقّف عند صرخة ضحايا ما سمّاه بـ«الظلم البيئي والمناخي»، وإيقاف هذه «الحرب على الخلق التي لا معنى لها»، مندّدًا بأسبابها، وهي الآتية: النزعة الاستهلاكيّة الجشعة والاستخدام المفرط للوقود الأحفوري وقطع الغابات والصناعات الملوّثة. وفسّر أنّها تدمّر النظام المائي للكوكب وترفع درجات الحرارة وتدفع إلى التصحّر.

واستعاد فرنسيس كلام القديس يوحنا بولس الثاني عن «الاهتداء الإيكولوجي». وطلب البابا، مستخدمًا تعبير البطريرك المسكوني برتلماوس، التوبة عن «الخطايا الإيكولوجيّة» والانتباه إلى عادات الإنسان وخياراته الاقتصاديّة. كما لفت إلى أهمّية استخدام الموارد الطبيعيّة بشكل معتدل وإعادة تدوير المنتجات. وحضّ على رفع الصوت في وجه استخدام الوقود الأحفوري الذي سيعاني من نتائجه الفقراء عبر التأثيرات الأسوأ على التغيّر المناخي.  

وانتقل إلى افتتاح السینودس في أكتوبر/تشرين الأوّل المقبل، فشبّه الكنيسة بحوض النهر الذي تغذّيه جداول مياه صغيرة آتية من الكنائس المحلّيّة تصبّ كلّها في بحر محبّة الله الرحومة.

وختم الأب الأقدس رسالته، داعيًا إلى العمل والصلاة كي تفيض الحياة من جديد في «بيتنا المشترك». وتمنّى أن يجدّد الروح القدس وجه الأرض.

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته