الجمعة 5 ديسمبر، 2025 تبرّع
EWTN News

في مواجهة الأزمات… هل نكتفي بالاستنكار أم نلوذ بمزيد من الصلاة؟

الصلاة تُصفّي نظرتنا لندرك أثر الروابط الإنسانيّة/ مصدر الصورة: Kharaim Pavlo/Shutterstock

كلّما حلَّت كارثةٌ في العالم عمومًا أو في الشرق خصوصًا، يشتعل الأثير بكلمات الاستنكار والتنديد والشجب... حتّى صارت مبتذلةً حدّ القرف، وما عاد سامعوها يتأثّرون بها أو يرجون منها جدوى، بل نسوا معناها، فهي مجرّد تقليد وأسلوب سائد في خطاباتٍ ما عادت تُقدِّم ولا تؤخّر، ولا تأثير لها في مسار الحَدَث الواقع وما قد يليه من أحداث.

يُعلِّل راعي أبرشيّة كركوك والسليمانيّة الكلدانيّة المطران د. يوسف توما ذلكَ بخَشيةٍ تسكن دواخل الشرقيّين جميعًا من حدوث الأسوأ، وتوقّعه، «ما يجعلنا نرى في مصائب الأمس زمنًا جميلًا مقارنةً بما نعيشه اليوم وما يُهدّد مستقبلنا من أشكال عنف لا منطق فيها ولا معنى».

المطران د. يوسف توما. مصدر الصورة: المطران يوسف توما

إزاء سلبيّة المعاصرين، يُشيد توما بمواجهة مسيحيّي الشرق، عبر العصور، أزماتهم كالأوبئة والحروب بالصلاة، غير مكتفين بالتذمّر والشكوى والتنديد. «حين استحالَ عليهم اتّخاذ تدابير ناجعة إزاء كوارث تجاوزت قدراتهم، كان إيمانهم بمفاعيل الصلاة سلاحهم الأقوى»، وفق توما.

وأضاف: «أجدادنا تميَّزوا بصلوات (الباعوثا- الطِّلبة) بأنواعها، مُجدِّدين عبرها ابتهالهم، كلّ عام، لثقتهم في أنّ الصلاة تستنفر الطاقات، وتفتح باب الحلول، وهي خيارنا الأفضل إزاء الكوارث المتعاقبة علينا بلا هوادة، منذ عقود، ولم تكن كارثة داعش أولاها ولا آخرها، لكنّها التجسيد الحيّ لثمار الكراهية والعنف ورفض الآخر».

في سلسلة استهداف مسيحيّي الشرق، لم يكُن تفجير كنيسة مار إلياس للروم الأرثوذكس في حيّ الدويلعة-دمشق والذي أوقع قرابة 80 بين شهيدٍ وجريح أوّلها وربّما لن يكون آخرها. وفي اليوم نفسه، أطلق رجل النار من خارج كنيسة بولاية مشيغان الأميركيّة على مسيحيّين مجتمعين للصلاة. ولولا يقظة أحد أبناء تلك الرعيّة لتمكّن المسلَّح من تنفيذ مخططه الإجراميّ ومن قتل عدد كبير من الأبرياء، بحسب توما.

وتابع: «لطالما كان الاختلاف في الشرق سببًا للخلاف، فصرنا محصورين كأنّنا في قدر الضغط نُعاني العنف بأشكاله: اضطهاد وتهجير وقتل على الهويّة، إبادة جماعيّة كحال الإيزيديّين وسواهم. مسلسل لا تكاد حلقاته تتوقّف إلّا لاستراحة قصيرة يسمّونها وقف إطلاق نار، كحال غزّة اليوم».

وحكى توما أنّه لم يسمع منذ طفولته موقفًا إزاء العنف المتزايد تجاوَزَ الاستنكار والتنديد وتحقير الآخَر وإهانته بأبشع الألفاظ. واستدرك: «اعلموا أنّ قوّة الإيمان التي لا تعرف حدودًا هي كنزنا الذي لا ندركه إلّا إذا تعمّقنا ونظرنا في داخلنا واكتشفنا أنّ الرحمة وحدها ستخلّص منطقتنا والعالم. لذا أقول: لا تكتفوا بالرفض والشجب والاستنكار، بادروا إلى صلاةٍ أعمق».

وختم توما مؤكِّدًا أهمّيّة الصلاة، فهي تُصفّي نظرتنا لندرك أثر الروابط الإنسانيّة الحقّة وضرورة التخلّي عن الانسياق وراء رغبة الشعور بالتفوّق بأشكاله العرقيّة والاجتماعيّة والمذهبيّة، فندرك أنّ المحبّة والتواضع والرحمة وحدها ضمانات السلام المنشود.

اشترك في نشرتنا الإخبارية

في وكالة آسي مينا الإخبارية (ACI MENA)، يلتزم فريقنا بإخبار الحقيقة بشجاعة ونزاهة وإخلاص لإيماننا المسيحي حيث نقدم أخبار الكنيسة والعالم من وجهة نظر تعاليم الكنيسة الكاثوليكية. عند الإشتراك في النشرة الإخبارية لآسي مينا (الوكالة الكاثوليكية الإخبارية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا)، سيتم إرسال رسالة يومية عبر البريد الإلكتروني تحتوي على روابط الأخبار التي تحتاجونها.

اشترك الآن

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته