الجمعة 5 ديسمبر، 2025 تبرّع
EWTN News

العائلة في العهد الجديد... مثال المسيح والكنيسة

العائلة المقدَّسة/ مصدر الصورة: Renata Sedmakova/Shutterstock

يُعلّمنا الإنجيل أنّ ابن الله حين أراد أن يدخل عالمنا، اختار أن يتجسّد في عائلة، فوُلِد من مريم وعاش مع يوسف، قاصدًا أن يرفع من قدسيّة العائلة ويجعلها جزءًا أساسيًّا من سرّ التجسّد، ومقدِّمًا عائلته المقدّسة أنموذجًا للمحبّة والطاعة والتضحية والنموّ في القداسة داخل الإطار العائليّ.

يستخدم العهد الجديد صورة العائلة لوصف الكنيسة، إذ يُدعى المؤمنون «إخوة وأخواتٍ» في المسيح، وجميعنا «أَوْلاَدُ اللهِ» وإليه نصرخ: «يَا أَبَا الآبُ»، فهو أبونا السماويّ، وفق ما بيّنَ الأب بطرس شيتو الكاهن في أبرشيّة الموصل وتوابعها للسريان الكاثوليك في حديثه عبر «آسي مينا»، مؤكّدًا أهمّية العلاقات الأسريّة في فهم علاقتنا بالله وببعضنا بعضًا.

الأب بطرس شيتو. مصدر الصورة: صفحة الأب بطرس شيتو في فيسبوك

قدسيّة العائلة

ولفت إلى أنّ تعليم الكنيسة الكاثوليكيّة يُشدّد باستمرار على أهمّية العائلة وقدسيّة الزواج، مستلهمًا تعليم العهد الجديد الذي يرفع الزواج إلى درجة السرّ المقدَّس. وأضاف: «يُشبّه بولس الرسول علاقة الرجل بالمرأة بعلاقة المسيح بالكنيسة، بكلّ ما تتميّز به هذه العلاقة من محبّة كاملة، وتضحية بالنفس، واتّحادٍ غير قابلٍ للانفصال».

كنيسة بيتيّة

وتابع: «لطالما أكّد تعليم الكنيسة الكاثوليكيّة، مُنطلِقًا من الكتاب المقدَّس، أنّ العائلة هي الخليّة الأساسيّة للمجتمع البشريّ، وهي المدرسة الأولى للفضائل الاجتماعيّة. وهي الكنيسة البيتيّة حيث يتعلَّم الأطفال الإيمان والمحبّة المسيحيّة من خلال مثال الوالدَين».

ومن دون الزواج لا وجود للعائلة، لذا «تشدّد الكنيسة على أنّ الزواج بين معمَّدَين هو سرٌّ مقدَّس أسَّسه المسيح، ويرمز إلى اتّحاده بالكنيسة، ويمنح الزوجَين نعمةً خاصّة ليعيشا محبّتهما بأمانة وقداسة، ويكونا أهلًا لتحمّل المسؤوليّة الجسيمة التي تقع على عاتقهما في تربية أبنائهما تربيةً بشريّة ومسيحيّة متكاملة»، بحسب شيتو.

مشاركة الله في الخَلق

وشرح: «ترى الكنيسة أنّ من واجبها الدفاع عن العائلة وحقوقها في مواجهة التحدّيات المعاصرة، وعن قدسيّة الزواج بين رجل وامرأة، فمن خلاله يُدعى كلاهما إلى مشاركة الله في خَلْق الحياة ونقل الإيمان».

منذ الخَلْق، وضع الله العائلة في صميم خطّته المُحِبّة للبشريّة، فهي المكان الأوّل الذي يتعلّم فيه الإنسان المحبّة، والإيمان، والقيَم الإنسانيّة. لذا، يُشدّد الكتاب المقدّس وتعليم الكنيسة الكاثوليكيّة باستمرار على هذه الأهمّية الجوهريّة للعائلة، باعتبارها أساس المجتمع والكنيسة، والمكان الأمثل لنقل الحياة والإيمان عبر الأجيال.

اشترك في نشرتنا الإخبارية

في وكالة آسي مينا الإخبارية (ACI MENA)، يلتزم فريقنا بإخبار الحقيقة بشجاعة ونزاهة وإخلاص لإيماننا المسيحي حيث نقدم أخبار الكنيسة والعالم من وجهة نظر تعاليم الكنيسة الكاثوليكية. عند الإشتراك في النشرة الإخبارية لآسي مينا (الوكالة الكاثوليكية الإخبارية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا)، سيتم إرسال رسالة يومية عبر البريد الإلكتروني تحتوي على روابط الأخبار التي تحتاجونها.

اشترك الآن

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته