«أصبحت يتيمًا»... شهادة كاهن فقد 10 أشخاص في حريق بغديدا

الأب بطرس شيتو الأب بطرس شيتو | مصدر الصورة: إذاعة صوت السلام

«ما زلت أشتاق إلى ضحكات أبي وحنان أمي وبراءة أولاد إخوتي». هكذا عبّر  الأب بطرس شيتو إلى «آسي مينا» عن حنينه إلى أهله وأقاربه الذين رحلوا في حريق عرس بغديدا ليل 26 سبتمبر/أيلول الماضي. 

فبعد مرور شهر ونصف الشهر على فاجعة الحريق الذي أودى بحياة نحو 132شخصًا، لا يزال شيتو، راعي كنيسة مار يعقوب للسريان الكاثوليك في بغديدا، يتألّم لرحيل عشرة من أحبّائه، وهم والداه وأختاه وزوجتا شقيقَيه مع أربعة من أولادهم. 

قاعة الأعراس في بغديدا حيث نشب الحريق. مصدر الصورة: مانويل بنا
قاعة الأعراس في بغديدا حيث نشب الحريق. مصدر الصورة: مانويل بنا

تأمّلتُ بسفر أيّوب 

قال شيتو: «أنا أعيش الجلجلة بكل أبعادها. أحمل صليبًا ثقيلًا ونحتاج إلى سمعانٍ قيريني يرفع عنا أوجاعنا ويعزّي قلوبنا». وشرح: «لم أتغلب على تبعات هذا الحادث»، موضحًا أنّ «الكاهن يتأثر بالتجارب والكوارث. ومن الطبيعي أن يعبر عن مشاعره فهو إنسان». 

وأردف: «كنت قد طلبت ممن أعرفهم أن يصلّوا من أجلي ومن أجل العائلات المنكوبة في هذه الكارثة». وأخبر: «تأمّلت في سفر أيوب لعلّه يلمس قلبي فتعزيني كلمة الله. ولكنّني لم أجد ما يشبه حالتي في جميع النصوص الكتابيّة».

أهالي ضحايا حريق عرس بغديدا يبكون الراحلين. مصدر الصورة: مانويل بنا
أهالي ضحايا حريق عرس بغديدا يبكون الراحلين. مصدر الصورة: مانويل بنا

«أبكيهم كما بكى يسوع»

أضاف: «أشعر بالحزن على فراقهم وأبكيهم كما بكى يسوع لعازر». وعبّر شيتو، في السياق عينه، عن خيبة أمل شعر بها إزاء عدم تقديم الفاتيكان الدعم اللازم من أجل معالجة مأساتهم والدفاع عن حقوقهم. 

فبالنسبة إليه: «الفاتيكان لم يكن قريبًا من كارثتنا كما عهدناه. ولم يوصل للرأي العالمي قضيتنا واستشهاد ذوينا في بلد يحسبنا غنمًا للذبح ولا يحفظ كرامتنا ولا حياتنا».

أهالي ضحايا حريق عرس بغديدا يبكون الراحلين. مصدر الصورة: مانويل بنا
أهالي ضحايا حريق عرس بغديدا يبكون الراحلين. مصدر الصورة: مانويل بنا

أصلّي لمريم بعدما أصبحتُ يتيمًا

أكّد شيتو أنّ على الرغم من الحزن والألم لم يفقد رجاءه. لكنّ الصدمة كانت تفوق طاقته والألم يفوق صبره، على حدّ تعبيره، مترجّيًا نور قيامة المسيح كي يشرق في من تبقى له من عائلته. ورأى أنّ «الصلاة تعبير عن بنوتنا لله الآب وتسليم حياتنا بين يديه. ولكن نحن بحاجة إلى سلامنا الداخلي الذي من دونه لا يبقى معنى للحياة والصلاة».

وفي الختام، قدّم الأب بطرس عبر  «آسي مينا» رسالة إلى المؤمنين الذين يواجهون صعوبات مماثلة. فقال: «أصلّي إلى العذراء مريم، أمي الحنونة، بعدما أصبحت يتيمًا بالمفهومَين الزمني والأرضي. وأعتقد ثابتًا أنّ أحبائي، أهلي الراقدين، هم بين الملائكة والقديسين في الملكوت السماوي».

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته