صوم السيّدة العذراء... ترَفُّع النفس والجسد قبل عيد الانتقال

مريم العذراء- مريم العذراء | Provided by: Pixabay

تحتفل الكنيسة الكاثوليكيّة اليوم ببدء صوم السيّدة العذراء، لكن ما يميّز هذا الصوم عن باقي أصوام الكنيسة هو ارتباطه ليس فقط بتغلّب النفس على أهواء الجسد، بل بالتمثّل بروح أمّنا مريم التي كانت ولا تزال في حالة اتصال دائم مع الله، فهي التي استجابت لمشيئة الآب في حياتها بحرّية تامة.

تبدأ الكنيسة الكاثوليكيّة صوم السيّدة في الأوّل من أغسطس/آب من كل عام، والذي يستمر على مدار 15 يومًا متواصلًا، وينتهي في 15 أغسطس/آب الموافق عيد انتقال العذراء بالنفس والجسد إلى السماء.

إنّ الصوم بصورة عامّة هو ترَفُّع النفس والجسد عن كلّ ما يتعلّق بالأمور الأرضيّة التي تقود إلى الخطيئة، وقد يشبه الامتناع عن تناول الطعام تحرير النفس من الأهواء والشهوات.

وفي خلال الصيام، تقيم الكنائس الصلوات والتأملات الروحيّة الخاصّة بصوم العذراء، احتفالًا بها وتقديرًا لمكانتها في الكنيسة جمعاء.

قصّة صوم السيّدة العذراء

بحسب التقليد المسيحي، إنّ صوم السيّدة العذراء هو ذاك الذي أسّسه أو التزم به الرسل أنفسهم وليس مريم العذراء، وبدأت قصّته عندما عاد توما الرسول من التبشير في الهند، وسأل الرسل عن السيّدة العذراء، فقالوا له إنها قد ماتت. وعندما ذهبوا إلى القبر لم يجدوا جسدها، فبدأ توما يروي لهم الرؤيا عندما رأى جسدها صاعدًا إلى السماء، فصام الرسل 15 يومًا، وأظهر لهم الله في نهايتها ما حدث. لذلك، أصبح عيد انتقال العذراء بالنفس والجسد إلى السماء ختامًا لهذا الصيام.

كما قِيلَ إن الكنيسة طلبت من المؤمنين الالتزام بهذا الصوم، والبعض الآخر يقول إن العذراء نفسها هي التي التزمت به وأخذه عنها المسيحيّون الأوائل، ثمّ تناقلوه إلى يومنا هذا.

هناك تقليد آخر يقول إنه صوم قديم اهتمّت به العذارى والمتنسّكات. ثمّ أصبح صومًا عامًّا اعتمدته الكنيسة جمعاء، لكن أيًّا كان السبب في اعتماد هذا الصوم، فهو صوم له قدسيّته الخاصّة لاقترانه باسم السيّدة العذراء الكاملة القداسة.

يُعدّ صوم السيّدة العذراء من الأصوام المحبّبة لدى أغلب الرعايا الكاثوليكيّة، وبخاصّة النساء اللواتي يحرصن على الالتزام به، تقديرًا منهم لمكانة مريم العذراء، ويمتنع فيه المسيحيّون عن تناول اللحوم ومشتقّات الألبان ويكتفون بتناول المأكولات بالزيت فقط، وتسمح بعض الكنائس فيه بتناول الأسماك. أما الهدف من الصوم، فهو طلب شفاعة السيّدة العذراء في حياتنا.

يقول أحد الآباء: «إن كان الأنسب أن نرفع صومنا قبل أعياد ربّنا يسوع المسيح، فهكذا يليق بأعياد أمّه الطاهرة أيضًا أن نصوم استعدادًا لأخذ بركتها في عيد صعودها المبارك».

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته