ثلاثة أساقفة جدد في الكنيسة السريانيّة بينهم أصغر مطران حاليًّا في الكنيسة الكاثوليكيّة

الأساقفة الثلاثة الجدد وقت رسامتهم. من اليمين: المطران جول بطرس، المطران جوزف شمعي، المطران إيلي وردة. في الخلف: البطريرك مار أغناطيوس يوسف الثالث يونان وإلى جانبه المونسنيور حبيب مراد. الأساقفة الثلاثة الجدد وقت رسامتهم. من اليمين: المطران جول بطرس، المطران جوزف شمعي، المطران إيلي وردة. في الخلف: البطريرك مار أغناطيوس يوسف الثالث يونان وإلى جانبه المونسنيور حبيب مراد. | Provided by: Syriac Catholic Patriarchate
الحضور في الكنيسة الكبرى بدير سيدة النجاة البطريركي صباح يوم السبت 18 يونيو. الحضور في الكنيسة الكبرى بدير سيدة النجاة البطريركي صباح يوم السبت 18 يونيو. | Provided by: Syriac Catholic Patriarchate

بوضع يد مار أغناطيوس يوسف الثالث يونان بطريرك الكنيسة السريانية الأنطاكية الكاثوليكية، تمت سيامة ثلاثة أساقفة، وذلك في القداس الاحتفالي الذي جرى يوم السبت الماضي في الكنيسة الكبرى بدير سيدة النجاة البطريركي – الشرفة، درعون حريصا - لبنان.

فمن هم الأساقفة الجدد؟ وماهي مناطق خدمتهم الجديدة؟ وماذا قالوا عن رسامتهم؟

المطران جوزف شمعي مطراناً ورئيس أساقفة على أبرشية الحسكة ونصيبين

من مواليد زحلة – لبنان 1959 نال الإجازة في الفلسفة واللاهوت من جامعة الروح القدس في لبنان في العام 1987. وسيم في آذار/ مارس من العام نفسه شماسا انجيلياً، وفي حزيران / يونيو كاهناً. ثم خوراسقفاً في عام 2017.

قال في كلمة رسامته: "سمعت يسوع يقول في الانجيل اتبعني، فتركت كل شيء وتبعته. وجعل أمه مريم العذراء أُمّاً لي لتعتني بي في كل مسيرة حياتي".

يتابع المطران شمعي كلمته بتعداده لأهم الأماكن التي خدم فيها ككاهن رعية وهي على التوالي، زحلة، بيروت، جونيه، والفنار، وكلها في لبنان. ثم أخيرا في منطقة الجزيرة السورية. يقول المطران شمعي: " دعاني صاحب الغبطة لتدبير أبرشية الحسكة ونصيبين حيث جذورنا، والشعب الأصيل المتمسك بأرضه رغم المعاناة وكل الظروف الصعبة، والذي استقبلني بكل حفاوة ومحبة...".

اتخذ المطران شمعي الاسم الأبوي مار يعقوب جوزف، تيمناَ بالقديس يعقوب أسقف نصيبين.

المطران إيلي وردة مطرانا لأبرشية القاهرة ونائبا بطريركياً على السودان

من مواليد بيروت 1977 نال الإجازة في الفلسفة واللاهوت من جامعة الروح القدس في لبنان. أردفها بإجازة ثانية في الحق القانوني الشرقي من المعهد الحبري الشرقي في روما. ثم الدكتوراه في الاختصاص نفسه من المعهد الكاثوليكي في باريس. سيم شماسا عام 2003. ثم كاهنا في العام التالي. وسيم خوراسقفاً عام 2019.

خدمته الرعوية تركزت في فرنسا منذ العام 2007. حيث قام بإرسال الارساليات السريانية الكاثوليكية في عدة مناطق في فرنسا، مع الاهتمام باللاجئين القادمين إليها من أبناء الرعية.

وعند سؤال آسي مينا حول سبب اختياره لقول السيد المسيح "أريد رحمة لا ذبيحة" كشعار لأسقفيته، وضح مجيباً: " اخترت هذا الشعار لأن هدف الحياة وقيمتها هو الانسان الحي، ولا معنى لأي ذبيحة ان لم يسبقها التواضع، وان لم يرافقها السعي لبناء الانسان بكليّته ليكون في طريق الكمال. إن السعادة الحقيقية تكمن حيث نعمل على مد جسر الألفة والمودة بين الجميع، فنبلغ يوما بعد يوم إلى هذه الوحدة الأخوية الناضجة التي تصبو إليها نفس الانسان".

اتخذ المطران وردة الاسم الأبوي مار أفرام إيلي. وقد سألناه عن سبب اختياره لهذا الاسم، فأجاب: " إني أرى بمار أفرام السرياني شفيعا لأسقفيتي لما يتمتع به من حياة طوباوية، حميمية، وواقعية مع الله".

المطران اسحق جول بطرس مطرانا في الدائرة البطريركية 

من مواليد بيروت 1982 نال إجازة في الفلسفة من جامعة الروح القدس في لبنان. وإجازة ثانية في اللاهوت من جامعة أوربانيانا الحبرية في روما. ومن الجامعة نفسها حصل على إجازة في التواصل الاجتماعي. كما نال شهادة الماجستير ثم الدكتوراه في اللاهوت الرعوي في اختصاص رعوية الشبيبة في جامعة الساليزيان الحبرية في روما. كما أنهى دراسة الماجستير في العلاقات المسيحية – الإسلامية في الجامعة اليسوعية في بيروت.

سيم شماسا، ومن ثم كاهنا في عام 2007. وفي يوم الجمعة الفائت أي قبل الرسامة الأسقفية بيوم واحد، نال رتبة الخوراسقفية.

عن خدمته السابقة والمستقبلية يقول لآسي مينا:

"رغم خدمتي في رعية مار بهنام وسارة في الفنار، وفي رعية سيدة البشارة في بيروت، لكن خدمتي الأكبر فيما بعد وعلى مدار 15 سنة تمثلت بالعمل الرعوي الجامعي، ومع الحركات الموجودة في كنيستنا، بالإضافة إلى الحركة الرسولية المريمية. وكذلك كمدرس جامعي لاختصاصي - اللاهوت الرعوي - وهذا ما يأخذ في الحقيقة الحيز الأكبر من وقتي. وأرى في سيامتي الأسقفية دعوة من الله لخدمة أكبر للشبيبة خاصة أني سأكون أيضا مطراناً على رعوية الشبيبة في كنيستنا ككل وليس فقط في لبنان. وكأصغر أسقف في الكنيسة الكاثوليكية أشعر بأني أستطيع أن ألعب دوراَ أكبر في الاعتناء بشبيبتنا، ناقلاً روح الشباب وروح التعزية من المذبح والكتاب المقدس والليتورجيا إليهم. فهم بحاجة أحيانا إلى دفع وتشجيع، وإلى دعم معنوي، وأفاق فيها رجاء لحياتهم بغض النظر عن الظروف المحيطة بهم. كما أني كمدير للإكليريكية سأحاول مساعدة شبيبتها في أن يميزوا دعوتهم للكهنوت مرافقاً إياهم من الناحية العلمية والروحية والانسانية والاجتماعية والرسولية.

المزيد

اتخذ المطران بطرس الاسم الأبوي مار اسحق جول. ويعلق حول سبب اختياره هذا بقوله: " اخترت مار اسحق السرياني لأنه من أعظم آبائنا الروحيين، ولأني في المقلب الآخر من وجودي إلى جانب الشبيبة، أحببت أن أتذكر اسمه بكل الصفات التي تحملها تلك الشخصية من تجرد، وسكينة، وعزلة".

مجريات قداس الرسامة 

بدأ القداس الاحتفالي على تمام الساعة العاشرة، بحضور حشد كبير من الإكليروس والمؤمنين. وبعد قراءة الانجيل، ألقى البطريرك يونان عظته مشيرا فيها إلى انتخاب السينودس للمطارنة الجدد منذ شهر أيول / سبتمبر، والذي ثبته البابا فرنسيس لاحقاً. وفي وصيته لهم استشهد البطريرك بالكلمات التي وجهها بولس إلى تلميذه تيموثاوس: "... اسع في أثر البر والاستقامة والايمان والمحبة والصبر والتواضع...". كما أكد على ضرورة أن يعيشوا بصدق، الروحانية الانجيلية الصافية في وسط هذا العالم المادي. وأن يلتزمون بروح المعلم الإلهي، ألا وهي روح الخدمة والبذل والعطاء. وبأن يرافقوا الجميع، خاصة الشبيبة ومن هم الأكثر حاجة. كما بين ضرورة أن يكونوا أمينين لتراثهم السرياني العريق والذي يعود إلى عصور الكنيسة الأولى، حيث يواجه حالياً خطر النسيان والإهمال. وفي ختام كلمته أشار البطريرك إلى صلاة الروح القدس التي تُتلى بالسريانية خلال طقس السيامة الأسقفية وترجمتها إلى العربية: 

يا لموهبة الروح القدس العظيمة / يا للسر الفائق الذي لا يُسبر

يا لعجائبك يا رب نحو جنسنا البشري / يا رب الكل لك المجد

 وقبل المناولة بدأ طقس الرسامة الذي يمكن اختصاره بالمراحل التالية:

* يعتكف المطارنة المنتخبون منذ بداية القداس وراء المذبح، ووجوههم مغطاة بخمار أبيض. وعند بدء الترسيم يأتي كل واحد مهم على حدة إلى وسط الخورس لقراءة صيغة إيمانهم وتوقيعها وتسليمها إلى البطريرك.

(تستمر القصة أدناه)

* لكل مرتسم عرابيّن (مطرانين) إثنين يساعدانه في جميع مراحل الرسامة، كما يكلف البطريك مطراناً لإعلان الكرازة الخاصة بكل مرتسم.

* مع كل مرتسم على حِدة يتلو البطريرك صلاة وضع اليد واستدعاء الروح القدس، مع وضع يده، وكذلك وضع الانجيل مفتوحا فوق الرأس من قبل العرابين. بعدها يتم منحهم الاسم الأبوي (الأسقفي).

* يضع البطريرك على رأسهم بالتتابع المصنفة، ويلبسهم الغفّارة والبطرشيل الكبير، ومن ثم يُسلِّمهم صليب اليد، ويُلبسهم التاج.

* يُجلِس البطريرك كل مطران جديد على كرسيه ويتم رفعه ثلاثة مرات مع تأكيد البطريرك والشعب على استحقاقه لهذه الرتبة بقولهم كلمة مستحق (اكسيوس).

* وبعد قراءة كل منهم إنجيل الراعي الصالح، يتسلمون العكّاز مباركين بها الحضور.

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته