بيروت, الخميس 4 ديسمبر، 2025
شهدت رحلة البابا لاوون الرابع عشر إلى لبنان حضورًا لافتًا للشبيبة السورية التي قطعت الحدود للمشاركة في الحدث الكنسي الكبير، حاملةً معها آمالًا كثيرة وتطلعات روحية عميقة. أربعة من قادة كشاف الموارنة في حلب الذين حضروا من سوريا شاركوا «آسي مينا» انطباعاتهم إزاء هذه التجربة الفريدة.
يصف قائد الفوج رازق قلاوز زيارته بأنّها «حلم تحقق»، إذ لم يكن يتوقع يومًا أن يتمكن من لقاء البابا بسبب صعوبة سفر السوريين. ويعتبر أنّ مجرد وصولهم إلى لبنان في وقت زيارة البابا هو «أعجوبة في ذاتها». ويشير إلى أنّه فوجئ بالحضور السوري الكبير، خصوصًا «وصول ما لا يقلّ عن 300 شاب وشابة من دمشق». ويؤكد قلاوز أنّ كلمة البابا للشعب اللبناني لمست السوريين أيضًا، لأنّ ما عاشه اللبنانيون عاشه السوريون وأكثر.
من جهته، يصف القائد جورج أرسان المشاركة في لقاء الشبيبة في بكركي والقداس في الواجهة البحريّة لبيروت بأنّها «خبرة من العمر». ويشير إلى الطقس الليتورجي للقداس الذي جمع طقوس الكنائس الكاثوليكية الشرقية واللاتينية، معتبرًا ذلك «دلالة على الوحدة». أما أكثر ما أثّر فيه فكان حديث البابا عن السلام، وإجابته عن سؤال الشباب: كيف نجد السلام في هذا الزمن الصعب؟ ويقول أرسان إنّ الحبر الروماني ذكّرهم بكلمات البابا القديس يوحنا بولس الثاني: «لا سلام من دون عدالة، ولا عدالة بلا مسامحة»، مشددًا على أنّ «السر هو المسامحة».
بدوره، يشكر القائد إلياس زكره لبنان والهيئات المنظمة على الاستقبال «اللائق واللطيف». ويعتبر أنّ رتبة الوعد كانت من أهم اللحظات، حين التزموا أمام أنفسهم وأمام البابا بأن يكون كل واحد منهم «رسول سلام في مجتمعه». ويتحدث زكره عن تأثره بمشهد تعزية البابا عائلات ضحايا انفجار المرفأ، إذ شعر بأنّ «الألم والحرب يجمعان السوريين واللبنانيين».

