من إسطنبول إلى إزنيق… أصواتٌ لبنانيّة تستقبل البابا بالترتيل

سليمان صيقلي سليمان صيقلي | مصدر الصورة: رومي الهبر/آسي مينا

يزور البابا لاوون الرابع عشر اليوم كاتدرائيّة الروح القدس في إسطنبول، لينتقل بعدها إلى مدينة إزنيق ذات الرمزيّة التاريخيّة العميقة في الذاكرة المسيحيّة. وفي المحطّتين، ينتظره كاثوليكيّان لبنانيّان سيُرتّلان له بفرحٍ وإيمان.

سليمان صيقلي لبنانيّ يعيش في تركيا منذ ثلاثين عامًا، سيكون في إزنيق اليوم ضمن الجوقة التي ستُرتِّل للبابا. قال إنّه يشعر بفرح كبير وتأثّر عميق لأنّ البابا يزور وطنه الأمّ لبنان وبلده المُضيف تركيا. وأوضح أنّه استعدّ لهذه اللحظة بالتدريب الصوتيّ والتحضير الروحيّ عبر الصلاة.

وشرح سليمان أنّ لكلّ بلدٍ رسالةً يحملها: «نحن نتكلّم عن أرض أوّل المسيحيّين، أنطاكيا، تركيا اليوم. والسبب الأهمّ لزيارة البابا هو أنّه سيقف مع البطريرك برثلماوس بعد 1700 سنة على مَجْمَع نيقيا الأوّل... إذا كان لبنان هو بلد الحرّية، فتركيا هي بلد الشهادة، شهادة أوّل المسيحيّين. وسيقف البابا مع البطريرك ليشهدا معًا للوحدة…».

كان سليمان حاضرًا في رحلات البابا بنديكتوس السادس عشر والبابا فرنسيس إلى تركيا: «كان البابا بنديكتوس صاحب عمق لاهوتيّ استثنائيّ، وزيارته مع البطريرك برثلماوس كانت لحظة مسكونيّة لا تُنسى. أمّا البابا فرنسيس فكان أشبه بثورة إيجابيّة، إذ أعادَ الكنيسة إلى الفقراء والبسطاء، إلى العدالة والتواضع».

ومتحدّثًا عن آماله من زيارة البابا لاوون الرابع عشر، قال: «أرى فيه مزيجًا ممّا حمله بنديكتوس وفرنسيس ويوحنّا بولس الثاني. منذ يوحنّا بولس الثاني، الله يُعطي الكنيسة بابوات يسيرون مع علامات الأزمنة... وهذا عمل الله، لا عملنا».

وفي ما يتعلّق بتأثير هذه الزيارات في مسيحيّي تركيا، أكّد: «هي مهمّة جدًّا. نحن المسيحيّين هنا، بصفتنا أقلّيّة صغيرة جدًّا، نحمل جمال الحفاظ على الإيمان، لكنّ خطر الانغلاق على الذات قائم. يجب ألّا نعزل أنفسنا...».

ليلي الحلو. مصدر الصورة: رومي الهبر/آسي مينا
ليلي الحلو. مصدر الصورة: رومي الهبر/آسي مينا

أمّا ليلي الحلو، وهي شابّة لبنانيّة جاءت إلى تركيا قبل عامين للدراسة، فلم تتوقّع يومًا أن تكون من الذين سيُرتّلون للبابا. هي ضمن جوقة ستُرتّل في كاتدرائيّة الروح القدس في إسطنبول أمام الأب الأقدس. وذكرت أنّها ستُرتّل الكيريي إليسون باللحن المارونيّ، بعد شهرين من الاستعداد والتدريب، إلى جانب تراتيل بالتركيّة واللاتينيّة.

وروت ليلي خبرتها، بوَصفها مسيحيّة في تركيا، وكيف نمت حياتها الروحيّة في هذا البلد، مشيرةً إلى أنّ الرعيّة نشيطة جدًّا ومتماسكة رغم قلّة عدد الكاثوليك. وقالت إنّها تشعر براحة في عيش إيمانها في إسطنبول، حيث هناك انفتاح اجتماعيّ وحضور دائم للشرطة في كلّ مكان، بينما يُعدّ الوضع، بحسب تعبيرها، «أصعب» في بعض المدن الأخرى مثل إزمير، حيث قد تتردّد الراهبات في الخروج بلباسهنّ الرهبانيّ، ليس بسبب القوانين، بل بسبب ردود فعل الناس أو التعليقات أو المتابعة الفضوليّة.

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته