كاثوليك من أنحاء العالم ينتظرون البابا لاوون في تركيا

سهيل زاغارزادِه سهيل زاغارزادِه | مصدر الصورة: سهيل زاغارزادِه

بدأ العدّ التنازليّ… ساعات تفصل تركيا عن حدث تاريخيّ تتّجه إليه أنظار العالم، مع وصول البابا لاوون الرابع عشر اليوم في زيارة تحمل آمالًا ورسائل كبرى. البلاد تستعدّ على صعد عدّة، فيما يتصاعد النبض في قلوب الأتراك الكاثوليك ترقّبًا لهذه المحطّة الاستثنائيّة. وهم ليسوا وحدهم من يعيشون هذا الانتظار؛ فالجاليات الكاثوليكيّة من مختلف الجنسيّات والتي تشكّل العمود الفقريّ لحياة الرعايا وتُبقيها نابضة، تعيش بدورها حالة فرح وترقّب.

من بين الوجوه التي تستعدّ للزيارة، يبرز سهيل زاغارزادِه (36 عامًا)، المتطوّع في كاتدرائيّة الروح القدس التي يزورها البابا الجمعة. هو إيرانيّ اعتنق المسيحيّة قبل ستّة عشر عامًا، وانتقل إلى تركيا قبل سبعة أعوام. أكّد سهيل أنّ تركيا أكثر أمانًا للمسيحيّين مقارنة ببلده. هو يعمل مع الجماعة الكاثوليكيّة الإيرانيّة التي اضطرّ أفرادها، مثله، إلى مغادرة إيران. وقال: «نحن قليلون جدًّا، نحو عشرة أشخاص فقط. نلتقي أسبوعيًّا. نحن كالإخوة، لجأنا إلى تركيا ونعيش بعيدًا من وطننا، وندعم بعضنا بعضًا».

تفاديًا لتعريض أيّ شخص للخطر، فضّل سهيل عدم التطرّق إلى تفاصيل المخاطر التي يواجهها المسيحيّون في إيران، لكنّه عبّر عن سعادته بالحرّية التي وجدها في تركيا: «ثمّة مستوى من الحرّية يسمح لي بالتعبير عن إيماني، حرّية لم تكن متاحة لي من قبل… لذلك نعم، أنا ممتنّ».

يعيش سهيل مرحلة استثنائيّة في حياته الروحيّة، إذ ينتظر زيارة البابا لاوون لكنيسته، فيما تتواصل الاستعدادات «بحماسة كبيرة وفرح عظيم». لإجراء هذه المقابلة، اضطرّ سهيل للتوقّف عن عمله. هو يُجهّز الميكروفونات لأجل قدّاس البابا، بينما تُواصِل راهبات تنظيف الكنيسة منذ أيّام، تزامنًا مع أعمال صيانة بسيطة تُنجَز في اللحظات الأخيرة. وقد اعترف سهيل بأنّ التحضيرات مرهقة، «لكنّها تعبٌ جميل». وختم: «أنا سعيد لأنّي سأرى البابا، سواء من قريب أم بعيد. إذا أتيحت لي فرصة التحدّث إليه، سأطلب بركته وصلاةً خاصّة لأجل إيران والإيرانيّين المسيحيّين».

فيليب تاتا. مصدر الصورة: فيليب تاتا
فيليب تاتا. مصدر الصورة: فيليب تاتا

صوتٌ من إفريقيا

من بين الشباب المشاركين في التحضيرات أيضًا، فيليب تاتا المتحدِّر من الكاميرون. هو عاش سابقًا في الغابون، ويشغل حاليًّا منصب رئيس الشبيبة الكاثوليكيّة في كنيسة الروح القدس. إلى جانب الجوانب اللوجستيّة، قال فيليب إنّه يستعدّ للزيارة بالصلاة قبل كلّ شيء: «نصلّي لأجل وصوله، لأجله هو، لأجل أنفسنا، ولأجل تجدّد روحيّ في تركيا». وشدّد على أنّ إعلان الزيارة كان لحظة لا تُنسى: «خبر الزيارة أثار فرحة وحماسة لا توصف».

وفي حديثه عن واقع الكاثوليك في تركيا، أوضح فيليب أنّ معظمهم أجانب: «هناك بعض الشباب الأتراك، لكنّ غالبيّة الكاثوليك أجانب، يتحدّرون خصوصًا من إفريقيا». وفي ما يتعلّق بوضع الشبيبة الكاثوليكيّة، رأى أنّ شبابًا كثيرين لا يرغبون بالبقاء في البلاد، ليس بسبب الدين، بل بسبب قلّة فرص العمل المتاحة للأجانب. كذلك، تطرّق إلى زيارة البابا فرنسيس الكنيسة نفسها والتي التقى في خلالها عددًا من اللاجئين: «بما أنّ البابا لاوون يسير على خطى فرنسيس، أعتقد أنّ لقاء اللاجئين سيكون من الأهداف المحوريّة لزيارته».

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته