إسطنبول, الأربعاء 26 نوفمبر، 2025
يستعدّ البابا لاوون الرابع عشر لزيارة تركيا غدًا ضمن جولة تحمل رسائل سلام وحوار، وتتضمّن محطّات متعدّدة ذات رمزيّة دينيّة وتاريخيّة عميقة. ومن بين أبرز هذه المحطات زيارته المسجد الأزرق (جامع السلطان أحمد) في قلب إسطنبول. وفي ظل الرمزية الدينية والسياسية التي تكتسبها الزيارة، يتردد سؤال مشروع: لمَ المسجد الأزرق وليس آيا صوفيا الأكثر شهرة وعالميّة؟
لن يكون البابا لاوون أوّل حبر أعظم يطأ جامع السلطان أحمد. فقد سبق وزاره كلٌّ من البابا بنديكتوس السادس عشر عام 2006، والبابا فرنسيس عام 2014. وبالتالي، هذه الخطوة ليست سابقة، بل تأتي امتدادًا لمسار بدأه أسلافه في إطار تعزيز الحوار بين الأديان وبناء الثقة المتبادلة.
ولكنّ، آيا صوفيا كانت محطّة تقليديّة لمعظم البابوات الذين زاروا تركيا، إذ قصدها أربعة منهم: البابا بولس السادس عام 1967، والبابا يوحنا بولس الثاني عام 1979، والبابا بنديكتوس السادس عشر عام 2006، والبابا فرنسيس عام 2014. واليوم، يبدو البابا لاوون وكأنّه يكسر هذا التقليد الراسخ.
عندما زار بابوات سابقون آيا صوفيا، كان الموقع لا يزال متحفًا قبل أن يصبح مسجدًا عام 2020. وفي ذلك الوقت علّق البابا فرنسيس: «أفكر في آيا صوفيا… لقد حزنت كثيرًا». وبما أنّ سلفه عبّر عن شعور بالخيبة، يبدو طبيعيًّا أن تُعدّ زيارة البابا لاوون آيا صوفيا في الظرف الراهن غير مناسبة، إذ قد تُفهم بأنها موافقة من الفاتيكان، بل قد تثير توترًا دبلوماسيًّا مع الكنيسة الأرثوذكسية. لذا يعكس خيار لاوون رغبة واضحة في تجنّب أي دلالات سياسية أو لاهوتية قد تُحمَّل لزيارة آيا صوفيا في وضعها الحالي، وعدم الإسهام في تأجيج توتّر قائم أصلًا بين الكنائس أو بين المكوّنات الدينية في المنطقة.


