الدير المقدّس في أسّيزي... ثمانية قرون من الإيمان والفنّ والتاريخ

الدير المقدّس في أسّيزي الإيطاليّة الدير المقدّس في أسّيزي الإيطاليّة | مصدر الصورة: إلياس الترك/ آسي مينا
الدير المقدّس في أسّيزي الإيطاليّة الدير المقدّس في أسّيزي الإيطاليّة | مصدر الصورة: إلياس الترك/ آسي مينا
الدير المقدّس في أسّيزي الإيطاليّة الدير المقدّس في أسّيزي الإيطاليّة | مصدر الصورة: إلياس الترك/ آسي مينا
الدير المقدّس في أسّيزي الإيطاليّة الدير المقدّس في أسّيزي الإيطاليّة | مصدر الصورة: إلياس الترك/ آسي مينا
الدير المقدّس في أسّيزي الإيطاليّة الدير المقدّس في أسّيزي الإيطاليّة | مصدر الصورة: إلياس الترك/ آسي مينا
الدير المقدّس في أسّيزي الإيطاليّة الدير المقدّس في أسّيزي الإيطاليّة | مصدر الصورة: إلياس الترك/ آسي مينا
الدير المقدّس في أسّيزي الإيطاليّة الدير المقدّس في أسّيزي الإيطاليّة | مصدر الصورة: إلياس الترك/ آسي مينا
الدير المقدّس في أسّيزي الإيطاليّة الدير المقدّس في أسّيزي الإيطاليّة | مصدر الصورة: إلياس الترك/ آسي مينا

الدير المقدّس في أسيزي، مزيج فريد من الإيمان والعمارة والروحانية، يمتدّ تاريخه ثمانية قرون احتضن فيها جثمان القديس فرنسيس في البازيليك التابعة له. وفيه سكن قدّيسون كثيرون وبه عبروا، ومنه انتشر إلى أقطار العالم سلام الروحانيّة الفرنسيسيّة.

في 17 يوليو/تمّوز عام 1228، اليوم التالي لإعلان قداسة فرنسيس الأسيزي، انطلق بناء الدير في عهد البابا غريغوريوس التاسع. يومها شرع رئيس الرهبانيّة الفرنسيسيّة الأخ إيليا في بناء كنيسة كبرى ومسكن للرهبان كي يخدموا الليتورجيات عند ضريح القديس ويستقبلوا الحجاج.

من «تلّة الجحيم» إلى علامة قداسة

انطلق البناء في مكان كان يُعرف بـ«تلة الجحيم»، إذ فيه كانت تُنفّذ أحكام إعدام؛ فحوّل المزار هذا المكان من رمزٍ للموت إلى علامةٍ للقداسة. وعام 1253، كرّس البابا إنوسنت الرابع الكنيسة والدير الذي سمِّي «المقدّس»، إذ كانت التسمية تُطلق على الأماكن المكرّسة.

وفي خلال القرنَين الثالث عشر والرابع عشر توسّع المكان ليحتضن جناحًا بابويًّا وقاعة كبرى للطعام، وصولًا إلى جزء على اسم الكاردينال ألبورنوز، وضمّ أيضًا مستوصفًا للرهبان.

الدير المقدّس في أسّيزي الإيطاليّة. مصدر الصورة: إلياس الترك/ آسي مينا
الدير المقدّس في أسّيزي الإيطاليّة. مصدر الصورة: إلياس الترك/ آسي مينا

ومن القرن الخامس عشر حتى السابع عشر، استمرّت أعمال البناء فيه، فمنحته ملامح قريبة من شكله الحالي. ودعّم البابا سيكستوس الرابع (1471-1484) المباني والأروقة بنمط عصر النهضة الجميل، فيما أضاف الملك فيليب الثالث الإسباني طابقًا جديدًا في القرن السابع عشر. وبمرور الزمن ازدان الدير بروائع الفنّ الديني، من لوحة «العشاء الأخير» للفنان فرانشيسكو سوليمينا إلى أعمال دونو دوني وكاراتولي.

أزمنة عصيبة ورسالة خصيبة

في أواخر القرن الثامن عشر واجهت الجماعة الفرنسيسيّة مع الحملات النابليونية على إيطاليا أوقاتًا عصيبة. وبعد توحيد البلاد، تحوّل الجزء الأكبر من الدير إلى مدرسة علمانية. واستطاع الإخوة الأصاغر الديريّون العودة إلى استخدامه بشكل كامل عام 1926.

وعام 1939، أُعلِنَ القديس فرنسيس شفيعًا لإيطاليا، وأُنقذت أسيزي من القصف في خلال الحرب العالمية الثانية، ما أبقى الدير سالمًا. وبعد الحرب، استعاد المكان دوره وعاد ليستقبل الحجاج والزائرين من مختلف أنحاء العالم.

الدير المقدّس في أسّيزي الإيطاليّة. مصدر الصورة: إلياس الترك/ آسي مينا
الدير المقدّس في أسّيزي الإيطاليّة. مصدر الصورة: إلياس الترك/ آسي مينا

ويواصل هذا المقصد الديني اليوم رسالته الإنجيلية باهتمام من الإخوة الديريّين، إذ غدا شاهدًا في قلب منطقة أومبريا الإيطاليّة ووسط الكنيسة على خلود رسالة السلام والأخوّة التي نادى بها القديس فرنسيس الأسيزي.

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته