من تجرُّد فرنسيس إلى ضريح أكوتيس... مزار يروي قصّة أسّيزي

«مزار التجرّد» في أسّيزي الإيطاليّة «مزار التجرّد» في أسّيزي الإيطاليّة | مصدر الصورة: إلياس الترك/آسي مينا

في أسيزي الإيطاليّة، مكان يجمع أكثر من ألفَي سنة من التاريخ والثقافة والإيمان. «مزار التجرّد» الواقع في قلب المدينة، يضمّ الدار الأسقفيّة وكنيسة القديسة مريم الكبرى وفيه اليوم ضريح الطوباوي كارلو أكوتيس.

يمتاز المزار بطبقاته التاريخية المتعاقبة؛ فعلى أنقاضٍ رومانية أقام المسيحيون الأوائل مراكزهم الدينية الأولى. وفي القرون اللاحقة اشتهرت الدار الأسقفية بحدث طبع حياة القديس فرنسيس.

«مزار التجرّد» في أسّيزي الإيطاليّة. مصدر الصورة: إلياس الترك/آسي مينا
«مزار التجرّد» في أسّيزي الإيطاليّة. مصدر الصورة: إلياس الترك/آسي مينا

في العام 1206، وبعد مشاجرة مع والده، خلع الأسيزي ثيابه معلنًا تحرّره وانتماءه الكامل إلى الله الآب وتضامنه مع الفقراء، وهو ما ربط المكان بحالة التجرّد. ومن الحادثة اتّخذ المكان اسمه عندما أعلنه المطران دومينيكو سورّينتينو مزارًا في 20 مايو/أيار 2017.

لكنّ تاريخ المكان احتضن صفحات أخرى أيضًا. ففي زمن الاحتلال النازي-الفاشي في أربعينيّات القرن الماضي، تحوّلت أقبية الدار إلى مقرّ تنظيم سرّي قاده المطران بلاتشيدو نيكوليني، أُنقذ من خلاله نحو 300 شخص من طغيان النازيين. ويضمّ المكان اليوم «متحف الذاكرة: أسيزي 1943-1944» وفيه وثائق تُظهِر شهادات حيّة من تلك المرحلة.

«مزار التجرّد» في أسّيزي الإيطاليّة. مصدر الصورة: إلياس الترك/آسي مينا
«مزار التجرّد» في أسّيزي الإيطاليّة. مصدر الصورة: إلياس الترك/آسي مينا

وبعد زلزال ضرب المنطقة عام 1997، شهدت الدار الأسقفيّة ترميمات أعادت إظهار البوابة الأصلية وزخارف وأعمالًا جدارية من العصور الوسطى وعصر النهضة. وفي «قاعة التجرّد» داخل الدار، ثلاث لوحات تمثِّل مشاهد من حياة القدّيس فرنسيس. ومنها وجّه البابا فرنسيس، في لقاء مع الفقراء عام 2013، نداءً إلى الكنيسة كي تتجرّد من دنيوية تقتل الروح.

أما كنيسة القديسة مريم الكبرى، فكانت أول كاتدرائية للمدينة. تحتضن اليوم في جناحها الأيمن ضريح الطوباوي كارلو أكوتيس المتوفى عام 2006. وهي مقصد عالمي للزوّار الراغبين في الصلاة أمام جثمان الشاب.

«مزار التجرّد» في أسّيزي الإيطاليّة. مصدر الصورة: إلياس الترك/آسي مينا
«مزار التجرّد» في أسّيزي الإيطاليّة. مصدر الصورة: إلياس الترك/آسي مينا

ويضم المزار أيضًا كابيلا خاصة ببطل رياضة سباق الدراجات الهوائيّة جينو بارتالي، عضو الرهبنة الكرملية الثالثة، مكرّسة على اسم القديسة تريزا الطفل يسوع. وكان أهداها بارتالي إلى روح شقيقه جوليو المتوفى عام 1936.

ويمثّل «مزار التجرّد» في أسيزي ملتقى حِقب وتجارب مختلفة إذ يجمع الذاكرة القديمة والروحانية والمقاومة المدنية. مكان واحد يلتقي فيه الإيمان والفن والتاريخ، ليشكّل مركزًا ثقافيًّا بارزًا.

«مزار التجرّد» في أسّيزي الإيطاليّة. مصدر الصورة: إلياس الترك/آسي مينا
«مزار التجرّد» في أسّيزي الإيطاليّة. مصدر الصورة: إلياس الترك/آسي مينا

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته