حامي الأرواح من الموت المفاجئ... دعاء إلى القدّيس أندراوس أفيلينو

روما, الاثنين 18 أغسطس، 2025

في قلب روما، داخل بازيليك سانت أندريا ديلا فالي، كابيلا جانبيّة تحكي قصة ملهمة: حياة القديس أندراوس أفيلينو. رجل كرّس وقته للخدمة الإلهية والرحمة غير المحدودة، وكُتِب في تلك الكابيلا عنه: «الراحل ما زال يتكلّم».

ارتقى القديس بسيرته عبر الإخلاص والتضحية، وصار اليوم ملجأً للمصلّين وملاذًا للمتضرعين، بخاصّة لطالبي الحماية من الموت المفاجئ.

من المحاماة إلى الكهنوت

وُلد أندريا أفيلينو عام 1521 في قرية كاسترونووفو سانت أندريا، جنوبيّ إيطاليا. هناك بدأ رحلة إنسانية روحية فريدة، فدرس الحقوق في جامعة نابولي، ثم عمل في المحاكم الكنسيّة محاميًا.

شعر بأن الله يدعوه إلى حياة أسمى تنطوي على التخلي والارتقاء الروحي. فترك المحاماة وانضمّ في 25 يناير/كانون الثاني 1558 إلى رهبنة الإكليريكيّين العاديّين المعروفين بالتياتيّين وسِيم كاهنًا. حمل على ذاته عهدَين مقدسَين هما التخلي الكامل عن إرادته والتبشير الدائم بالإنجيل.

محبّة متوهّجة

تجلّت حياة القديس أفيلينو بمحبّة متوهّجة، وعطاء لا ينضب من الرحمة والعطف. فكان معرّفًا مخلصًا، ومرشدًا روحيًّا، ومُعلّمًا جادًّا للشباب الراغبين في خدمة الله. وفي خلال رحلاته الروحية عَبَر نابولي وبياشينزا وميلانو، وتعاونَ مع عظماء مثل القديس كارلو بوروميو والطوباوي باولو بورالي داريتزو. وترك وراءه إرثًا من الرسائل والكتابات النابضة بالحكمة والتجربة الروحية العميقة.

وفي صباح يوم 10 نوفمبر/تشرين الثاني 1608، لحظة بدء القدّاس، انتزعه الموت بسكتة دماغية. وأعلنته الكنيسة قدّيسًا عام 1712 وصار الحامي من الموت المفاجئ.

يرقد جثمانه المقدّس في كنيسة القدّيس بولس الكبرى في مدينة نابولي. وتدعونا حياته إلى العيش في يقظة روحية مستمرة، والسير يوميًّا على دروب الحب والتوبة، والاستعداد بقلوب خاشعة للقاء الله، مبتعدين من الدنيا الزائلة ومتّجهين نحو الأبدية المضيئة.

صلاة لطلب شفاعته

لطلب شفاعته وحمايته من الموت المفاجئ يمكن تلاوة هذه الصلاة الموجودة أمام الكابيلا المكرّسة على اسمه في بازيليك سانت أندريا ديلا فالي:

يا إلهنا وأبانا الرحيم، مالئ القديس أندراوس أفيلينو، الكاهن، بعطاياك. يا من سمحت له بأن يتقدّم يوميًّا في المحبة نحوك ونحو الآخرين، امنحنا، بشفاعته، النعمة الخاصة التي نطلبها الآن، والتحرّر دائمًا من جميع الأخطار، والمثابرة في خدمتك المقدّسة حتى ندخل ملكوت مجدك. بالمسيح ربنا. آمين.