خيطٌ غير مرئيّ نَسَج مسيرته… الرقم 13 رافَق البابا فرنسيس منذ طفولته

رافق الرقم 13 البابا فرنسيس منذ طفولته رافق الرقم 13 البابا فرنسيس منذ طفولته | مصدر الصورة: فاتيكان ميديا

في حياة خورخي ماريو برغوليو، أو البابا فرنسيس، تكرَّر الرقم 13 بطريقةٍ لافتة وغامضة في آن، كأنّه خيطٌ غير مرئيّ نَسَج مسيرته.

في عمر 13 شهرًا، بدأ يقضي معظم وقته مع جدّته روزا، المرأة التي تركت في قلبه أثرًا عميقًا، وغرست فيه بذور الإيمان البسيط والرحمة التي رافقته مدى الحياة. وقد قال عنها فرنسيس: «كانت قبل كلّ شيء جدّتي، أمّ والدي، هي التي رسمت لي درب الإيمان. كانت امرأة تُحدّثنا عن يسوع، وتعلّمنا التعليم المسيحيّ. ما زلتُ أذكر أنّها في مساء الجمعة العظيمة كانت تأخذنا إلى زيّاح الشموع، وفي نهايته تقول انظروا، هو مات، لكنّه غدًا سيقوم من جديد. لقد تلقّيتُ أوّل بشارة مسيحيّة من هذه المرأة، من جدّتي! ما أجمل ذلك! أوّل إعلان للإيمان في البيت، داخل العائلة! وهذا يجعلني أفكّر في محبّة الأمّهات والجدّات اللواتي ينقلن الإيمان. إنّهنّ حقًّا مَن يزرعن الإيمان في القلوب».

وبعد سنوات، تحديدًا في 13 ديسمبر/كانون الأوّل 1969، رُسِم كاهنًا على يد المطران رامون خوسيه كاستيّانو. لم يكن التاريخ مصادفة، بل بداية طريقٍ يحمل في طيّاته معنى الخدمة والتواضع. ثمّ في 13 مايو/أيّار 1992، تلقّى مكالمة غيّرت مسار حياته: السفير البابويّ المونسنيور أوبالدو كالابريزي، أبلَغَه، قبلَ أسبوع من الإعلان الرسميّ، بتعيينه أسقفًا معاوِنًا في بوينس آيرس.

لكنّ الرقم 13 بلغ ذروته في 13 مارس/آذار 2013، حين خرج إلى شرفة بازيليك القدّيس بطرس ليقول للعالم: «أيّها الإخوة والأخوات، مساء الخير!»، وهو اليوم الذي انتُخِبَ فيه بابا وغيَّر تاريخ الكنيسة والعالم. غير أنّ سرّ الرقم لا يكتمل إلّا بالعودة إلى الإنجيل بحسب يوحنّا، الإصحاح 13، الآية 13، حيث يقول المسيح: «أنتم تدعونني المعلّم والربّ، وحسنًا تقولون لأنّي كذلك. فإنْ كنتُ أنا الربّ والمعلّم قد غسلتُ أرجلكم، فعليكم أنتم أيضًا أن يغسل بعضكم أرجُل بعض».

هكذا عاشَ برغوليو كهنوته: لم يكُن الرقم 13 بالنسبة إليه مجرَّد مصادفةٍ زمنيّة، بل علامة دعوة دائمة إلى التواضع والخدمة، ورسالة جعلت البابا فرنسيس تلميذًا للسيّد الذي يغسل الأقدام قبل أن يُعلِّم بالكلام.

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته