البندقية, الأحد 26 أكتوبر، 2025
يعرف الناس أنطونيو فيفالدي من خلال عمله الخالد «الفصول الأربعة»؛ تلك المقطوعات التي أصبحت من أيقونات الموسيقى الكلاسيكيّة في العالم، تُعزَف في المسارح والكنائس منذ أكثر من ثلاثة قرون. إلّا أنّ قلّة تعلم أنّ هذا الموسيقي العبقري كان أيضًا كاهنًا كاثوليكيًّا، عُرف بلقب «الكاهن الأحمر».
كان شَعر فيفالدي الأحمر المجعَّد الذي ورثه من والده سببًا ليلقّبه أصدقاؤه بالكاهن الأحمر… لقب لازمه طوال حياته. ومتى برزت له صورة بشَعرٍ أبيض، فما ذلك سوى «باروكة» كان يعتمرها وفق ما جرت العادة في زمنه.
وُلد فيفالدي ضعيف البنية، حتى إنّه عُمِّد فور ولادته في كنيسة براغورا في البندقيّة خوفًا على حياته. بدأ دراسته الكهنوتيّة في سنّ الخامسة عشرة، ورُسِم كاهنًا كاثوليكيًّا عام 1703 في الخامسة والعشرين من عمره. لكن بعد عامٍ واحد فقط من رسامته، توقّف عن الاحتفال بالقدّاس بانتظام بسبب مشكلات تنفّسيّة مزمنة، يُرجَّح أنّها كانت نوبات ربو، ما صعّب عليه متابعة الطقوس الكاملة للقداس.
كان هذا التحوّل أشبه بنقطة انطلاق لمسيرته الموسيقيّة، إذ كرّس نفسه بالكامل للتأليف والعزف، فخلّد اسمه بين عباقرة الموسيقى في التاريخ.

