بيروت, الأحد 27 يوليو، 2025
رحل زياد الرحباني، فيلسوف الموسيقى الشرقية المعاصرة، والمبدع الذي أنشأ مدرسة فنية فريدة. لم يكن ظلًّا لوالديه فيروز وعاصي، بل شقَّ طريقًا مستقلًّا وأسّس نهجًا اتسم بأعلى درجات التحرر والتجريب، لحنًا وكلمة.
كان زياد من الأشدّ جرأة في عصرنا، إذ خاض المحرّمات الاجتماعية والسياسية والدينية بوعي الفنان وصدق الإنسان وتواضعه. لمست أعماله الفنية قلوب الناس وضمائرهم بمختلف فئاتهم وانتماءاتهم؛ وحتى أبناء الكنيسة لم يكونوا في منأى عن مشروعه الفنّي، فخصّهم بترانيم تحفظها كلّ شفة وقلب أبرزها «المجد لك أيها المسيح»، و«العالم جائع»، و«إلهي رفعت إليك يدي»، و«سيدي».
كشف الاقتصادي والأديب والباحث في التراث الرحباني جون طوبال عبر «آسي مينا»، أنّ زياد نشأ في بيئة فنية استثنائية، متأثرة بالموسيقى الكنسية، ولا سيما السريانية والبيزنطية. فقد تشرّبها والده وعمه، عاصي ومنصور، من الراهب الأنطوني بولس الأشقر الذي غرس فيهما أصولها.


