درنة, الأربعاء 8 أكتوبر، 2025
لم يَرِد اسم القدّيس مرقس في الأناجيل الأربعة صراحةً، لكنّه كان حاضرًا كونه أحد الرسل الاثنين والسبعين الذين عَيَّنَهم الرّبّ «وَأَرْسَلَهُمُ اثْنَيْنِ اثْنَيْنِ أَمَامَ وَجْهِهِ إِلَى كُلِّ مَدِينَةٍ وَمَوْضِعٍ حَيْثُ كَانَ هُوَ مُزْمِعًا أَنْ يَأْتِيَ» (لو 10: 1). وذُكِر اسمه مرّاتٍ عدّة في أعمال الرُّسل والرسائل بصفته مرافقًا لبولس ولبرنابا خاله في رحلة التبشير. وسجّل حضوره الأكبر بصفته أحد الإنجيليّين الأربعة، فضلًا عن كونه أوّل بابا للإسكندريّة وبطريرك الكرازة المرقسيّة.
فيما ينسب أحد التقاليد ولادة مرقس الإنجيليّ إلى أورشليم، يشير آخر إلى ولادته في درنة الليبيّة. ويؤكّد كلاهما انتماءه إلى عائلةٍ يهوديّةٍ تقيّة تعود أصولها إلى قيرين، إحدى المدن الخمس الغربية في شمال ليبيا.
لذا، لا غرابة في أنّ مرقس قصد هذه البقاع مبشِّرًا، ولجأ إليها حين هاج عليه الشعب الوثنيّ في الإسكندريّة قبل أن يعود إليها ليواصل مهمّته الأسمى في إرساء قواعد مدرستها اللاهوتيّة وتوطيد أركان كنيستها.


