العالم, الأحد 5 أكتوبر، 2025
يُعلِّمنا الكتاب المقدّس أنَّ الإنسان مهما أثقَلَ قلبَه اليأس وخيَّم عليه الانكسار طاغيًا على الرجاء، يستطيع الإيمان الحقيقيّ، حين يشرق بنوره، أنْ يُحوّل المستحيل إلى واقع حيّ، ويملأ قلب الإنسان يقينًا بأنّ لمسةً واحدة من المسيح تكفي لتعيد إليه الحياة وتمنحه الشفاء والسلام.
يُشرق يسوع كالشمس المضيئة في حياة كلّ واحدٍ منّا كما أشرق في حياة المرأة النازفة الدّمّ المذكورة قصّتها في أناجيل متّى ومرقس ولوقا، حينَ نمتلكُ إيمان هذه المرأة المُنهَكَة الجَسَدِ والرُّوح، وهو إيمانٌ يتجاوز حدود الشريعة اليهوديّة التي عدّتها نَجِسةً وحرمتها الصلاة والعلاقات الاجتماعيّة والحياة الزوجيّة والأمومة أيضًا، وفق ما شرح الأب أنطوان زيتونة، الكاهن في إيبارشيّة الموصل وعقرة الكلدانيّة، في حديثه عبر «آسي مينا».
لمسةٌ شافية
وأوضح أنّ مسيرة شفاء النازفة تعلّمنا الاقتداء بمثالها، فمع أنّها خسرت كلّ شيء، أموالها وصحَّتَها وكرامتها، لكنّها لم تفقِدْ رجاءَها. فجاءت متخفِّيَةً، رغم تزاحم الجموع، باحثةً عن اتّصال شخصيّ بيسوع، مترافقٍ باستعدادها لقبول نعمة الله، وإدراكها مجّانيّتها ومفاعيلها في حياتها، فكان لمسها، ولو ثوب يسوع، بإيمان قلبِها لا بإذنٍ من أحد، كافيًا لتُشفى وتعودَ إلى حياتها.

