إذا كانت الدهشة لدى آينشتاين هي مدخل المعرفة، فهي لدى توما مَدخَل إيماننا المسيحيّ وخاتمته، فإيماننا يبدأ بدهشتنا مِن خلقنا من العَدَم وأنّنا صُنع يدَي الله الآب المُحِبّ، وتكتمل بدهشتنا من نيلنا الخلاص بالصليب الذي رُفِع عليه الله الابن، وابن الإنسان الذي أعلن: «مَتَى رَفَعْتُمُ ابْنَ الإِنْسَانِ، فَحِينَئِذٍ تَفْهَمُونَ أَنِّي أَنَا هُوَ».
«يسوع المُرتَفِع على الصليب وَعَدنا بأن يرفعنا معه إلى السماء، لا بقوّتنا بل بنعمته» بحسب توما.
وتابع: «كشف ربّنا هذه الأعجوبة الإلهيّة حين قال للسامريّة: "أَنَا هُوَ الَّذِي أُكَلِّمُكِ"، وللأعمى منذ مولده المتسائل عن ابن الله: "قَدْ رَأَيْتَهُ، وَالَّذِي يَتَكَلَّمُ مَعَكَ هُوَ هُوَ!". فهو الذي يُخلّص، يشفي، يُقيم ويمنح الحياة الأبديّة لكلّ من ينظر إليه مرفوعًا على الصليب، كما خَلُص وشُفي كلّ من نظر إلى الحيّة التي رفعها موسى في الصحراء».
الدعوة موجّهة إلى جميعنا: «ارفعوا أفكاركم وقلوبكم إلى العُلى»، إلى الأعجوبة الأسمى التي تغذّي حياتنا اليوميّة، إلى الصليب، فهو منبر البشارة بالمحبّة ومدرسةٌ تعلّمنا الدخول في علاقة حميمة مع الله. وحين نعرف كيف نعيش صلباننا نكون قد فهمنا معنى آلام المسيح الخلاصيّة وأثّرت فينا، لنقتدي به بحمل صلباننا مثله.
وختم توما متمنّيًا أن يجعل كلّ قدّاسٍ المؤمنين المحتفلين به يتذوّقون الحياة الجديدة التي وعدهم بها يسوع، فينضمّوا إلى مغامرة الارتقاء الروحيّ التي اقترحها، أيًّا تكُن صعوبتها ومشقّتها، متيقّنين من أنّها حافلة بالمعنى والمجد.
صحافيّة وقاصّة عراقيّة، مهتمّة بالثقافة والتراث السرياني تعمل في مجال الإعلام. ناشطة في الخدمة الكنسيّة.