القدس, الاثنين 29 سبتمبر، 2025
في القدس، تتصدَّر ضريبة «الأرنونا»، أو ضريبة المُسَقَّفات، لائحة الخلافات بين بلديّة المدينة والكنائس. واستنادًا إلى القانون الإسرائيليّ، يتعلّق الأمر بضريبة بلديّة تُفرَض على العقارات الواقعة ضمن حدود البلديّات والمجالس المحلّية، بغضّ النظر عن نوعها، وتُحتسَب عادةً وفق مساحة العقار بالمتر ونوع استخدامه.
في هذا الإطار، يوضح المحامي فريد جبران، مستشار الشؤون العامّة والحكوميّة في البطريركيّة اللاتينيّة في القدس، لـ«آسي مينا» أنّ «الأرنونا ضريبة عقارات تابعة للبلديّات، وليست ضريبة للدولة. المبدأ الأساس هو أنّ كلّ عقار داخل حدود البلديّة، سواء كان سكنيًّا أم تجاريًّا أم عامًّا، يجب أن يدفع ضريبة في مقابل الخدمات التي تُقدّمها البلديّة نفسها».
على مدى قرون، كانت الكنائس في القدس ومعظم مؤسّساتها معفاة من هذه الضريبة، منذ العهد العثمانيّ، مرورًا بفترة الانتداب البريطانيّ، وحتّى قيام إسرائيل. وكان الإعفاء شبه مطلق، باستثناء الأنشطة التجاريّة البحتة. ويشرح جبران أنّ «الكنائس كانت تُقدّم خدمات لم تقدّمها الدولة، مثل الخدمات التعليميّة والاستشفائيّة والمحاكم الكنسيّة، لذلك أعفِيَت من الضرائب تاريخيًّا».
ويُضيف أنّ «تغيير النظام القانونيّ قبل نحو 15 سنة تجاهلَ هذا الواقع التاريخيّ، ما أدّى إلى مطالبة الأديار والمساكن التابعة للكهنة وبيوت الضيافة والمستشفيات وجمعيّات مثل كاريتاس، بدفع الضريبة، على الرغم من أنّ هذه المؤسّسات غير ربحيّة وتؤدّي دورًا اجتماعيًّا مهمًّا».

