العالم, الاثنين 22 سبتمبر، 2025
في زمنٍ تتقدّم التكنولوجيا بسرعة تتجاوز استيعاب الإنسان وتتحوّل من أداةٍ تقنيّة إلى مُحَفِّزٍ لتحوّلات اجتماعيّة وثقافيّة عميقة، يبرز سؤالٌ جوهريّ: أيّ قيادةٍ رعويّة تحتاج إليها الكنيسة لتُبقي نور الإنجيل مشتعلًا؟
مع دخول الذكاء الاصطناعيّ مجالات الحياة كافّةً، من ضمنها الحياة الروحيّة، لم يعد الراعي مصدرًا حصريًّا للمعلومة الدينية أو التربوية، وبات مدعوًّا إلى التحوّل من ناقل معرفةٍ إلى مميّزٍ للحقّ، وفق ما بيّن المطران بشّار متّي وردة راعي إيبارشيّة أربيل الكلدانيّة عبر «آسي مينا».
وأشار إلى أنّ القيادة الرعويّة النبويّة التي تحتاج إليها الكنيسة اليوم لا تقتضي تكرار ممارسات الماضي، بل استجابةً جديدة لمتطلّبات الحاضر بنَفَس الإنجيل ذاته. ففي زمن التحوّلات الهائلة، غدَت وسائل الاتصال الحديثة بيئات ثقافيّة تُعيد تشكيل وعي الإنسان، ما يفرض على القائد الرعويّ الخروج من منطق التلقين إلى منطق التمييز، مُرافقًا أبناءه ليفهموا ما يعيشونه، بجانب شرحه معتقدهم في ضوء الإنجيل.
وأضاف: «في عالم الذكاء الاصطناعيّ، يُمكن لأيّ شخص أن يسأل تطبيقًا فيحصل على معلومةٍ دقيقة. أمّا الراعي فليست مهمّته تقديم إجاباتٍ جاهزة، بل مساعدة المؤمنين في طرح الأسئلة الصحيحة؛ فالتمييز خدمةٌ لا تُنجزها أيّ خوارزميّة أو ذكاء مهما أنتج من معرفة سريعة، بل تحتاج إلى قلب تسكنه الحكمة؛ فالحكمة وحدها قادرة على إنتاج المعنى».

