يوبيل التعزية... الفاتيكان يعانق المتألّمين

البابا لاوون الرابع عشر يبارك طفلة في خلال لقاء احتضنته قاعة بولس السادس جمعه بالعاملين في حاضرة الفاتيكان وعائلاتهم (24 مايو/أيّار 2025) البابا لاوون الرابع عشر يبارك طفلة في خلال لقاء احتضنته قاعة بولس السادس جمعه بالعاملين في حاضرة الفاتيكان وعائلاتهم (24 مايو/أيّار 2025) | مصدر الصورة: فاتيكان ميديا

ضمن يوبيل 2025، «حجّاج رجاء»، تحتضن حاضرة الفاتيكان اليوم نهارًا خاصًّا للمحتاجين إلى التعزية في حياتهم اليوميّة. فلكلّ من يعيش الألم أو الفقد أو الفقر أو الهشاشة، ينظّم الفاتيكان يومًا لعبور الباب المقدّس لبازيليك القديس بطرس والصلاة معًا.

يصل أكثر من 8500 مشارك من مختلف القارات للمشاركة في محطتَين أساسيتَين. وكان الحجّاج انطلقوا صباحًا نحو الباب المقدّس من ساحة بيا المجاورة للفاتيكان، على أن يشاركوا في تمام الساعة الخامسة مساءً في أمسية صلاة يترأسها البابا لاوون الرابع عشر.

أفراد وجمعيّات

تتمحور ليتورجيا الصلاة حول مَثَل السامري الصالح بحسب إنجيل لوقا (10: 25-37)، وفيها تُقدَّم شهادات حياة عن معانٍ ملموسة للتعزية. تتحدث ديان فولي، والدة الصحافي الأميركي جيم فولي الذي قتله تنظيم داعش في سوريا عام 2014؛ وتروي مسيرة غفران ومصالحة اختبرتها من خلال لقائها أحد المجرمين. كذلك، تتحدّث لوتشيا دي ماورو مونتانينو، أرملة رجل قُتل في نابولي، عن خيارها مرافقة شاب شارك في قتل زوجها وتحويل الألم إلى انفتاح ونهضة.

ولا يقتصر الحدث على الأفراد، بل تشارك فيه جمعيات متخصصة في مرافقة المتألمين منها: «أبناء في السماء»، و«بيت بولس السادس للعائلة»، والجمعية الإيطالية لضحايا حوادث السير، و«شرارات الرجاء». وتعمل هذه المنظمات يوميًّا مع أشخاص يعيشون الحداد أو الإدمان أو المرض أو أيّ ظروف صعبة أخرى. ويؤكد حضور هذه المؤسسات البعد الشامل لليوبيل.

مناسبة لاحترام كرامة المتألّمين

تحتضن البازيليك في أمسية الصلاة تمثال «العذراء أمّ الرجاء» الآتي من مزار باتيباليا الإيطاليّ. ويحصل كلّ حاجّ على ميدالية من الشمع يباركها البابا، تحمل على أحد وجهيها صورة الحمل الفصحي، وعلى الآخر صورة «العذراء خلاص الشعب الرومانيّ». وتشكّل الميداليّة علامة على القيامة والثقة.

ولا يقتصر يوبيل التعزية على طقس ليتورجيّ؛ فهو مناسبة لوضع كرامة من يعيشون الألم في المحور، وإبراز القدرة على اكتشاف دروب الرجاء. ويقدّم الحدث قراءة مسيحية للهشاشة البشرية في ضوء قوة الإنجيل المقدّس.

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته