إلبا الإيطاليّة... وجهة سياحيّة تعجّ كنائسها بالمؤمنين في موسم الصيف

مرفأ بلدة بورتوفيرّايو في جزيرة إلبا الإيطاليّة مرفأ بلدة بورتوفيرّايو في جزيرة إلبا الإيطاليّة | مصدر الصورة: essevu/Shutterstock

إلى جزيرة إلبا الإيطاليّة يحضر مئات آلاف السيّاح في فصل الصيف للتنعّم بشواطئها الرملية ومنحدراتها الصخرية المهيبة. هناك، بين مياه بحرها الفيروزيّة ومناظرها الطبيعيّة الخلّابة يستريح المسافرون.

في الجزيرة الواقعة بمنطقة توسكانا قرى قديمة تتربّع على التلال، ومسارات غارقة في النباتات المتوسطية تسحر قاصديها. وإليها ينجذب المثقفون أيضًا، إذ كانت المنفى الأوّل لنابوليون بونابارت في مطلع القرن التاسع عشر.

استراحة روحيّة

لا تمتلئ المطاعم والفنادق والشواطئ حصرًا في ثالث أكبر جزيرة إيطالية، بل للرعايا والكنائس حصّة كبيرة من الزحمة إذ يقصدها الراغبون في استراحة روحيّة. وشرح خوري جماعة سيّدة الرجاء الرعائيّة في بلدة بورتوفيرّايو كيفين شيبيرّاس عبر «آسي مينا»، عن نمو العمل الرعائي في فصل الصيف.

الخوري كيفين شيبيرّاس. مصدر الصورة: الخوري كيفين شيبيرّاس
الخوري كيفين شيبيرّاس. مصدر الصورة: الخوري كيفين شيبيرّاس

وفسّر شيبيرّاس أنّ جماعته تهتمّ بثماني كنائس يُحتفل فيها بـ15 قدّاسًا مساء السبت ويوم الأحد في أشهُر الصيف. ويساعده كاهنان آخران في تقديم أسرار الكنيسة إلى الراغبين في التقرّب من سرّ الاعتراف والباحثين عن إرشاد روحيّ.

الخوري كيفين شيبيرّاس يحتفل بالذبيحة الإلهيّة في كنيسة القربان الأقدس في بلدة بورتوفيرّايو-إلبا. مصدر الصورة: الخوري كيفين شيبيرّاس
الخوري كيفين شيبيرّاس يحتفل بالذبيحة الإلهيّة في كنيسة القربان الأقدس في بلدة بورتوفيرّايو-إلبا. مصدر الصورة: الخوري كيفين شيبيرّاس

نشاطات رعويّة في عزّ الصيف

تابع شيبيرّاس أنّ المقيمين الموسميّين يسألون مباركة بيوتهم. ويشهد الصيف رتبات أكاليل عدّة، بخاصّة في كنيسة القدّيس إسطفانوس التاريخيّة، المشيَّدة في القرن الثالث عشر على تلة ريفيّة.

كنيسة القدّيس إسطفانوس في منطقة بورتوفيرّايو-جزيرة إلبا الإيطاليّة. مصدر الصورة: الخوري كيفين شيبيرّاس
كنيسة القدّيس إسطفانوس في منطقة بورتوفيرّايو-جزيرة إلبا الإيطاليّة. مصدر الصورة: الخوري كيفين شيبيرّاس

وتعطي الكنائس احتفالات التقويم الليتورجي أهمّية خاصّة، مثل عيد التجلّي الذي يتحوّل إلى «فصح صيفيّ»، وفيه أمسية صلاة وقدّاس مسائي وبركة ثمار الموسم يقدّمها المؤمنون في سلال. وتبلغ النشاطات الروحيّة ذروتها مع احتفالات عيد انتقال العذراء يومَي 14 و15 أغسطس/آب.

خدمات صحّية واجتماعيّة

روى شيبيرّاس أنّ أخويّتَي الجماعة تشكّلان في إلبا جزءًا أساسيًّا من النسيج الاجتماعي والديني. وتعملان في المجال الاجتماعي، من خلال سيارات إسعاف وعيادات متنقّلة، دعمًا للنظام الصحي في الجزيرة، بما في ذلك الخلجان والمناطق النائية.

نشاط للخوري كيفين شيبيرّاس مع الأطفال في جزيرة إلبا الإيطاليّة. مصدر الصورة: الخوري كيفين شيبيرّاس
نشاط للخوري كيفين شيبيرّاس مع الأطفال في جزيرة إلبا الإيطاليّة. مصدر الصورة: الخوري كيفين شيبيرّاس

إلى جانب ذلك، تدير الجماعة مدرستَين وحضانة للأطفال. وتقدّم مخيّمات صيفية وتستقبل هذا العام 30 مجموعة كشّافة مؤلّفة من 500 شخص يرافقهم روحيًّا شيبيرّاس والكاهنان الآخران في خلال إقامتهم. وتعمل الجماعة أيضًا على إنشاء مركز جديد بالتعاون مع راهبات الساليزيان، ليتحوّل إلى مساحة آمنة للشباب تجمع بين اللعب والمغامرة والتنشئة الروحية.

في إلبا، يختلط جمال الطبيعة بعُمق الروح، وتتحوّل العطلة إلى فرصة للقاء الله والذات؛ فحيث تمتزج رائحة البحر بأناشيد الكنائس، يكتشف الزائر ما هو أعمق من الشاطئ والشمس، إذ ينمو في داخله سلام القلب.

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته