قبل التقرّب من المناولة الإفخارستيّة، متطلّبان على المؤمن استيفاؤهما 

البابا فرنسيس يحتفل بالقداس الإلهي مع المناولات الأولى في كنيسة القلب الأقدس في راكوفسكي في بلغاريا، 6 مايو، 2019. البابا فرنسيس يحتفل بالقداس الإلهي مع المناولات الأولى في كنيسة القلب الأقدس في راكوفسكي في بلغاريا، 6 مايو، 2019. | Provided by: Vatican Media/CNA

تعلن الكنيسة الكاثوليكية سبعة أسرار مقدسة. لسرّ الافخارستيّا أهميّة خاصّة بين هذه الأسرار. وفد أطلق القدّيس توما الأكويني على الافخارستيّا اسم «سر الأسرار المقدّسة».

الإفخارستيا هي الوجود الحقيقي ليسوع المسيح، جسدًا ودمًا ونفسًا ولاهوتًا، تحت أعراض الخبز والخمر. ويشار إلى الإفخارستيا أيضًا باسم «القربان المقدّس» أو «الشركة المقدّسة».

كلمة «شركة» في أصلها اللاتيني تعني «أن نكون في اتحاد». وفقًا للتعليم المسيحي للكنيسة الكاثوليكية، تشير الكنيسة إلى الإفخارستيا بهذا الاسم «لأننا بهذا السر نتحّد بالمسيح، الذي يجعلنا شركاء في جسده ودمه لنشكل جسدًا واحدًا» (التعليم المسيحي للكنيسة الكاثوليكية الفقرة 1331).

تعلم الكنيسة أن أي شخص يقبل يسوع في الإفخارستيا ينال أيضًا «عهد المجد معه» (التعليم المسيحي للكنيسة الكاثوليكية الفقرة 1419). يقول التعليم المسيحي أن المشاركة في القربان المقدس «تماثلنا بقلبه، وتحافظ على قوتنا في رحلة الحج هذه، وتجعلنا نتوق إلى الحياة الأبدية. وتوحدنا منذ الآن بكنيسة السماء والسيدة العذراء مريم وجميع القدّيسين» (التعليم المسيحي للكنيسة الكاثوليكية الفقرة 1419).

تعلّم الكنيسة أيضًا أنّ قبول القربان المقدس: «يزيد من اتّحاد من يتناول بالرب ويغفر خطاياه العرضية ويحفظه من الذنوب الجسيمة» (التعليم المسيحي للكنيسة الكاثوليكية الفقرة 1416).

إن قبول القربان المقدس يمكن أن يغير حياة المرء الروحية. لهذا السبب قال البابا فرنسيس في إرشاده الرسولي، فرح الإنجيل، إنّ القربان المقدس: «ليس جائزة للكمال بل دواء قوي وغذاء للضعفاء».

في الوقت نفسه، تعتمد الكنيسة على كلمات الكتاب المقدس في تحديد متطلبات الحصول على المناولة المقدسة. لأنه كما يقول لنا القديس بولس: «مَن أَكَلَ خُبْزَ الرَّبِّ أَو شَرِبَ كَأسَه ولَم يَكُنْ أَهْلاً لَهما فقَد أذنَبَ إلى جَسَدِ الرَّبِّ ودَمِه. فليَختَبِرِ الإِنسانُ نَفْسَه، ثمَّ يَأكُلْ هكذا مِن هذا الخُبْز ويَشرَبْ مِن هذِه الكَأس». (قورنتوس الأولى 11: 27-28).

تعلّم الكنيسة أنّ هناك متطلّبان أساسيين يجب على الكاثوليك استيفائهم من أجل الحصول على القربان المقدس عن استحقاق.

المُتطلَّب الأوّل: يجب أن يكون المرء في حال النعمة

أن تكون في «"حال النعمة" تعني التحرر من الخطيئة المميتة». ويشرح التعليم المسيحي: «يجب على أي شخص يعلم أنه وقع في الخطيئة المميتة ألّا يتلقى القربان دون أن يحصل على الغفران في سر التكفير عن الذنب» (التعليم المسيحي للكنيسة الكاثوليكية الفقرة 1415).

لكن ما هي الخطيئة المميتة؟ يشرح التعليم المسيحي للكنيسة الكاثوليكيّة هذا أيضًا. فالخطيئة المميتة «تقضي على المحبة في قلب الإنسان جرّاء انتهاك جسيم لشريعة الله. فهي تصرف الإنسان عن الله» (التعليم المسيحي للكنيسة الكاثوليكية الفقرة 1855).

لكي تكون الخطيئة مميتة، يجب أن يدرك المرء أن الفعل خاطئ لكن يرتكبه بضمير على أي حال.

من الخطايا المميتة: القتل والزنى والممارسات الجنسية المثلية والسرقة والإجهاض والقتل الرحيم والإباحية واستغلال الفقراء. تعلّم الكنيسة أن عدم حضور القداس عن قصد في يوم أحد أو في يوم الإلتزام المقدس، عندما يكون المرء قادرًا على الحضور، هو أيضًا خطيئة مميتة.

تؤكد مجموعة القانون الكنسي للكنيسة اللاتينيّة الصادرة عام 1983 على هذا المطلب لتلقّي القربان المقدس. فينصّ القانون على ما يلي: «الشخص المُدرك لخطيئة كبيرة لا يتلقّى جسد الرب دون الاعتراف الأسراري مسبقًا، ما لم يكن هناك سبب جسيم وليست له إمكانيّة الإعتراف. في هذه الحالة، يجب أن يكون الشخص مدركًا الالتزام بالقيام بفعل ندامة كامل، بما في ذلك النيّة بالاعتراف في أسرع وقت ممكن». (مجموعة القانون الكنسي للكنيسة الكاثوليكيّة المادّة 916).

أوضح هذه النقطة المهمة أساقفة الولايات المتحدة، في الوثيقة التي اعتمدوها في تشرين الثاني (نوفمبر) 2021 تحت عنوان «سر القربان المقدس في حياة الكنيسة».

فتنصّ الوثيقة على أنّ «من يقبل جسد المسيح ودمه وهو في حالة الخطيئة المميتة يمثل تناقضًا». «إنّ الشخص الذي كسر الشركة مع المسيح وكنيسته بفعل خطيئته، لكنّه يقبل القربان المقدس، يتصرّف بشكل غير متماسك، فهو يدّعي الشركة ويرفضها في الوقت عينه. إنها بالتالي علامة تناقض، كذبة - تعبّر عن شركة تم كسرها في الواقع».

تمضي وثيقة الأساقفة شارحةً أنّ سر التوبة «يتيح لنا فرصة استعادة نعمة التقديس والعودة إلى الشراكة الكاملة مع الله والكنيسة. وكلّ ما يتطلبه السرّ منّا كتائبين هو الندم على خطايانا، وعزمنا على عدم ارتكاب الخطيئة مرة أخرى، واعترافنا بخطايانا، والحصول على الغفران الأسراري والتكفير عن ذنوبنا».

المزيد

المتطلّب الثاني: هو الصوم الإفخارستيّ

ينصّ القانون الكنسي عينه على أنّه يُطلب من «الشخص الذي سينال القربان المقدس الامتناع عن أي طعام أو شراب، باستثناء الماء والدواء، لمدة ساعة واحدة على الأقل قبل المناولة المقدسة» (مجموعة القانون الكنسي للكنيسة الكاثوليكيّة المادّة 919).

يُعفى كبار السن والمرضى والقائمين على رعايتهم من الصوم القرباني (مجموعة القانون الكنسي للكنيسة الكاثوليكيّة المادّة 191 البند 3). لا يجوز للكهنة والشمامسة اعفاء أي شخص ملزم بالصوم الإفخارستيّ ما لم يمنحهم الأسقف صراحة هذه السلطة (مجموعة القانون الكنسي للكنيسة الكاثوليكيّة المادّة 89).


رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته