روما, السبت 5 يوليو، 2025
مَن يَزُر بازيليك القدّيس بطرس في الفاتيكان، يُدهَش بعظَمة الفنّ في كلّ زاوية من زواياها: تماثيل شاهقة نُحِتت من أنقى أنواع الرخام، وفسيفساء تلمع بأجوَد الأحجار، وزخارف من الخشب والحجر والمعدن، كلّها من صنع فنّانين عاشوا الإيمان الكاثوليكيّ بقلوبهم وأحيوه بمطارقهم. وبين أعظم الأعمال الفنّية في قلب الفاتيكان نصبٌ تذكاريّ فريد يتميّز بأنّه نُحِتَ بِيدَي نحّات بروتستانتيّ.
هذا ما يجعل ضريح البابا بيوس السابع مميّزًا داخل بازيليك القدّيس بطرس؛ إذ نُحِتَ بِيدَي النحّات البروتستانتيّ برتل تورفالدسن (1770–1844)، أحد أبرز الفنّانين الأوروبيّين في زمانه، وهو دنماركيّ الأصل وأمضى معظم سنوات عطائه الفنّي في روما.

اكتمل الضريح في عام 1831، ويُصوّر البابا بيوس السابع بهيئةٍ مثاليّة، جالسًا في وضع صلاة وتأمّل. على جانبَيه تنتصب شخصيّتان رمزيّتان تمثّلان القوّة والحكمة. تظهر القوّة ملتفّة بجلد أسد، والحكمة مع الكتاب، وهي إشارات بصريّة دقيقة تروي سيرة البابا من خلال رموز الفضائل.