كيف خلّد الفنّان برنيني إرث البابا ألكسندر السابع؟

ضريح البابا ألكسندر السابع في كنيسة القدّيس بطرس-الفاتيكان ضريح البابا ألكسندر السابع في كنيسة القدّيس بطرس-الفاتيكان | مصدر الصورة: Marcobrivio.photography/Shutterstock

عندما يتعلّق الأمر بتاريخ روما وعراقتها، يبرز عدد قليل من الأسماء وفي مقدّمها جان لورينزو برنيني والبابا ألكسندر السابع. فقد أدى هذان الاسمان دورًا حاسمًا في استحداث المدينة في القرن السابع عشر، وتركا إرثًا راسخًا حتّى اليوم. 

ترأّس البابا ألكسندر السابع الكنيسة الكاثوليكيّة وحكم الدولة البابويّة منذ العام 1655 حتّى وفاته عام 1667. كلّف هذا البابا، الرائد في مجال الفنون والإصلاح الكنسي، النحّات والمهندس المشهور برنيني بإنشاء بعضٍ من أهم الأعمال الفنّية في المدينة الخالدة. فواحد من أشهر إبداعاته نافورة الأنهر الأربعة الواقعة في قلب ساحة نافونا وسط روما. كما كان برنيني مسؤولًا عن تصميم أعمدة ساحة القديس بطرس الفاتيكانية.

وبالإضافة الى ذلك، كُلِّفَ برنيني بهندسة قبر البابا ألكسندر السابع حيث دُفِنَ داخل بازيليك القديس بطرس في الفاتيكان. وبواسطة فنّه الفريد رسمَ صورةً شاملة عن شخصيّة ألكسندر السابع وفكره. ويشكّل هذا النصب التذكاري تجسيدًا فنّيًّا متقنًا لسمات شخصيّة الحبر الأعظم. كما يُعدّ من أروع تماثيل العصر الباروكي الذي استلزم إنجازه ستة أعوام. 

يتألّف القبر من تمثال للأب الأقدس، تحيط به مجموعة منحوتات لنساء يجسّدنَ الفضائل الرئيسة: الإحسان والعدل والحكمة والحقيقة. وتضع المرأة التي تمثّل الحقيقة، قدمها مباشرة فوق إنكلترا، بما أنّ ألكسندر السابع سعى جاهدًا إلى إخضاع الكنيسة الأنجليكانيّة في خلال حبريّته. 

وتحت تمثال البابا الراكع، هيكل عظمي يمثّل الموت، ويحمل مجمرة رمليّة ترمز إلى الوقت مشيرةً إلى مفهوم «ميمانتو موري» باللغة اللاتينيّة أي «تذكّر أنّك ستموت» وأنّ الحياة رحلة موقتة والرحيل حقيقة لا مفرّ منها.

واجه برنيني مشكلة عند صنع النصب. فلم يكن هناك ما يكفي من الرخام، لذا قرّر استخدام الجاسب الصقليّ، وهو نوع من الأحجار الكريمة الطبيعيّة يُستخرج من جبال صقلية، ويتّسم بلمعيّة تسحر العين. ونجح اختياره في الحفاظ على جماليّة عمله الإبداعي. 

وبعد أربعة قرون على الروعة الفنّية للمبدع برنيني، لا يزال المؤمنون يقفون مذهولين أمام ضريح البابا ألكسندر السابع الصامد حتّى اليوم داخل بازيليك الفاتيكان. 

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته