حلب, الجمعة 4 يوليو، 2025
تتواصل مؤشّرات السعي إلى ترسيخ تدريجي وغير معلن للدولة الدينية في سوريا الجديدة. وقد شهدت مدينة حلب أحدث تجليات هذا التوجه، بعد تحطيم التمثال الوحيد في ساحة سعد الله الجابري الشهيرة ما أثار موجة غضب بين السوريين.
انتشر على وسائل التواصل الاجتماعي مقطع مصوّر يُظهر سحب التمثال من أعلاه بالآلية الثقيلة، ما أدى إلى تحطمه. ورغم تأكيد الجهات الرسمية أنّ الإجراء يهدف إلى نقل التمثال، شكّك كثيرون في مصداقية ذلك، وربطوا ما حصل بدوافع دينية. واللافت أنّ معظم الانتقادات المتعلقة بتحطيم التمثال لم تصدر من المسيحيين فحسب، بل من المسلمين أنفسهم، خصوصًا في المدن الكبرى التي عُرفت تاريخيًّا بتنوعها العرقي والمذهبي والثقافي.

يجسد التمثال شهداء سوريا في خلال مقاومة الاستعمار الفرنسي، وهو من أعمال النحّات عبد الرحمن موَقّت الذي أنجزه عام 1986. وبرزت سابقًا محاولات لإزالته مع بدء مشروع تجميل الساحة، لكنّ الضغوط الشعبية حالت دون ذلك.