كنائس دمشق تتحدّى الخوف وتواصِل قداديسها بعد التفجير الأخير

من القدّاس الإلهيّ في كنيسة الزيتون-دمشق أمس من القدّاس الإلهيّ في كنيسة الزيتون-دمشق أمس | مصدر الصورة: محمد الرفاعي/آسي مينا

بعد أسبوع من الهجوم الذي استهدف كنيسة مار إلياس في حي الدويلعة-دمشق، لم تقفل كنائس العاصمة السورية أبوابها. وأقيمت القداديس الإلهية أمس، وسط حضور شعبي متفاوت وأقل من المعتاد، بسبب حالة الخوف والقلق.

وكشف الأب أنطونيوس رأفت أبو النصر، كاهن رعية سيدة دمشق للروم الملكيين الكاثوليك، عبر «آسي مينا»، عن حضور «خجول جدًّا» للمؤمنين في كنيسته. وأضاف: «الأمر متوقع والكنيسة تتفهمه، بحكم أنّ الناس يحرصون على أرواحهم».

من القدّاس الإلهيّ في كنيسة الزيتون-دمشق أمس. مصدر الصورة: محمد الرفاعي/آسي مينا
من القدّاس الإلهيّ في كنيسة الزيتون-دمشق أمس. مصدر الصورة: محمد الرفاعي/آسي مينا

وأكد أبو النصر أنّ وزارة الداخلية أفرزت عناصر أمن لحراسة الكنيسة منذ وقوع التفجير الإرهابي، ما زالوا حاضرين في مواقعهم حتى اليوم. وأشاد بجهود «شباب الفزعة» من الأحياء المسيحية، واصفًا إياهم بالغيورين على أمن كنائسهم وسلامتها.

من القدّاس الإلهيّ في كنيسة الزيتون-دمشق أمس. مصدر الصورة: محمد الرفاعي/آسي مينا
من القدّاس الإلهيّ في كنيسة الزيتون-دمشق أمس. مصدر الصورة: محمد الرفاعي/آسي مينا

وأردف: «إنهم حاضرون دائمًا معنا، ليس في أوقات القداديس فحسب، بل أيضًا في مختلف المناسبات. وعمومًا، كنائس دمشق كلّها أخذت الحيطة والحذر بخاصة عند مداخلها». وختم أبو النصر: «الكنيسة ترفع صلاتها إلى الله لكي يمنّ على أبنائه الثبات والتجذر في الإيمان. ففي النهاية لا يصح إلا الصحيح».

من القدّاس الإلهيّ في كنيسة الزيتون-دمشق أمس. مصدر الصورة: محمد الرفاعي/آسي مينا
من القدّاس الإلهيّ في كنيسة الزيتون-دمشق أمس. مصدر الصورة: محمد الرفاعي/آسي مينا

تبايُن الحضور في المحافظات 

في المقابل، شهدت بقية المدن السورية حضورًا أعلى في كنائسها، من دون تسجيل تراجع ملحوظ مقارنةً بفترة ما قبل حادثة التفجير. وفي مدينة حلب تحديدًا، لوحظ انتشار كثيف لعناصر قوى الأمن أمام كنائس المدينة قبيل قداديس الأحد. ففي شارع كنيسة القديسة تريزيا للروم الملكيين الكاثوليك (حي السريان الجديدة)، شوهد أكثر من 30 عنصرًا أمنيًّا لحماية المكان.

من القدّاس الإلهيّ في الكاتدرائيّة المريميّة-دمشق أمس. مصدر الصورة: بطريركيّة أنطاكيا وسائر المشرق للروم الأرثوذكس
من القدّاس الإلهيّ في الكاتدرائيّة المريميّة-دمشق أمس. مصدر الصورة: بطريركيّة أنطاكيا وسائر المشرق للروم الأرثوذكس

مع ذلك، لا يزال المسيحيون يعيشون حالة من الصدمة، حالت دون توجّه بعضهم إلى القداديس وإيثارهم رفع الصلوات في منازلهم، مقابل إصرار بعضهم على الذهاب إلى الكنيسة.

جانب من ردود أفعال المسيحيّين بعد تفجير كنيسة مار إلياس في دمشق. مصدر الصورة: منصة فيسبوك
جانب من ردود أفعال المسيحيّين بعد تفجير كنيسة مار إلياس في دمشق. مصدر الصورة: منصة فيسبوك

من جانب آخر، بيّن النائب الرسولي في حلب ورئيس الكنيسة اللاتينية في سوريا، المطران حنا جلوف، في مقابلة مع «فاتيكان نيوز»، أنّ يوم الحادثة كان كارثيًّا أعاد الخوف إلى قلوب الناس.

وشرح جلوف انعكاس الحادثة على رغبة المسيحيين في الهجرة قائلًا: «إن كانت نسبة من يودّ مغادرة البلاد من المسيحيين قبل الحادثة نحو 50%، فقد ارتفعت اليوم إلى 90%. لا يمكن لسوريا أن تُبنى بلون واحد ومن طرف واحد. إنه تحدٍّ كبير للكنيسة بأن تحاول إرجاع الأمور إلى نصابها».

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته