ما رمزيّة قصّ شعر المُرتَسِم في خلال الاحتفال برسامته؟

قصّ الشعر من رتبة رسامة الشمامسة قصّ الشعر من رتبة رسامة الشمامسة | مصدر الصورة: أبرشية دهوك الكلدانية

يلفت انتباه المؤمنين الحاضرين في احتفالٍ برسامةٍ شمّاسيّة أو كهنوتيّة، قصّ الأسقف المترئّس بعضًا من شعر المُرتَسِم. فما دلالة هذا العمل؟ وما الذي تريد الكنيسة أن تعلّمنا إيّاه عَبره؟

أجابَ الأب دنخا عيسى الراهب عن هذه التساؤلات في خلال حديثه عبر «آسي مينا»، شارحًا أنّ «قصّ الشعر هو علامة تكريسٍ لخدمة كلمة الله من خلال مواصلة رسالة الابن وإعلانها عبر أسرار الكنيسة لخلاص العالم».

وقال إنّ قصّ شعر المُرتَسِم يعني أنّ هذا الشخص هو مُنْتَخَبٌ ومختارٌ ومُخَصَّصٌ لعمل الله الخلاصيّ، بحسب موهبة الروح القدس التي تُمنَح له بوضع اليَد، شمّاسًا كانَ أم كاهنًا أو أسقفًا «فكلٌّ يخدم بحسب السلطة الممنوحة له».

بقصّ شعره، يُعلِن المُرتَسِم انقطاعه عن العادات الدنيويّة الرديئة، مكرِّسًا حياته تكريسًا كاملًا لله، متجرِّدًا من كلّ تعلّقات وإغراءات، ومُعطيًا الأولويّة للداعي يسوع المسيح الذي يدعو المكرَّس إلى ترك كلّ شيء واتّباعه، بكلّ وعي والتزام ومسؤوليّة، لحمل البشارة وخدمة الآخرين، بحسب عيسى.

يضع الأسقف المترئّس يدَه على المُرتسِمين ويُصلّي: «أيّها الربّ القدير الضابط الكلّ، انظُر إلى عبيدك هؤلاء واختَرْهم اختيارًا مقدّسًا بوافر نعمتك، وأهّلهم برحمتك كي يملأوا النقص في كنيستك المقدّسة. وامنحهم يا ربّ بحنانك أن يخدموا أمامك بلا عيب، بقلبٍ طاهر وبنيّة صالحة، إذ تحقّق فيهم معرفتك الفضيلة كلّها بنعمة وحيدك ورحمته، فنؤدّي المجد والإكرام والشكر والسجود، لك وله وللروح القدس، الآن وكلّ أوان وإلى الأبد».

وأشار عيسى إلى أنّ المترئّس يُصلّي في خلال قصّ شعر المُرتَسِم قائلًا: «ليُخفّف عنكَ المسيح كلَّ أثقال الخطيئة الّتي تتربصّ بك في كلّ حين، الآن وإلى الأبد». ثمّ يتلو عندَ تلبيس القميص: «لِيُوشحكَ ربُّنا وإلهُنا الإنسانَ الجديد الذي تجدَّدَ بمعرفة الحقّ بنعمة المسيح». وعند تلبيس الزنّار يقول: «اشدد يا ربّ عبدكَ بزنّار الطهارة ليقوم بخدمتك بكلّ نقاء إلى الأبد».

وخلص عيسى إلى القول: «إنّ الكنيسة، ومن خلال رمزيّة قصّ الشعر، تريد أن تقول للمُرتَسِمين: انطلقوا للخدمة وبشارة ملكوت الله الخلاصيّة، بروح التواضع والخدمة، بفرح وسخاء وتكريسٍ كلّي للعمل في كَرْم الله».

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته