اليوم العالميّ لمكافحة الكراهية… الأخ خليل الخوري: نغفر بقوّة المحبّة

الأخ خليل الخوري الأخ خليل الخوري | مصدر الصورة: الأخ خليل الخوري

يُصادف اليوم العالميّ لمكافحة خطاب الكراهية في 18 يونيو/حزيران من كلّ عام. في هذه المناسبة، يُطلّ عبر «آسي مينا» الأخ خليل الخوري، من رهبنة مار فرنسيس الأسيزي للإخوة الأصاغر الديريّين، ليُخبرنا عن سبل مواجهة هذا الخطاب بقوّة المحبّة.

يقول الخوري: «أقرّت الجمعيّة العامّة للأمم المتحدة يوم 18 يونيو/حزيران من كلّ عام تاريخًا دوليًّا لمكافحة خطاب الكراهية. لهذه الغاية، أطلقت الأمم المتحدة استراتيجيّة وخطّة عمل لمكافحة هذا الخطاب المثير للقلق عالميًّا، بما يشمل مظاهر العنصريّة، وكراهية الأجانب، والتعصّب بأشكاله المختلفة».

ويضيف: «تهدف خطّة العمل هذه إلى إيجاد حوار بين الثقافات والأديان، للتصدّي لمخاطر هذه الظاهرة، فعملتْ على تعزيز الوعي العالميّ حيال خطورة هذا الخطاب، وتشجيع الدول والمجتمعات على اتّخاذ إجراءات فاعلة لمكافحته، ودعم الشباب أيضًا لمواجهته. ويُعدّ خطاب الكراهية مؤشّرًا مبكرًا إلى احتمال اندلاع عنف، بما في ذلك الجرائم الفظيعة؛ لذا فإنّ تقييد انتشاره من شأنه أن يُسهم في الحدّ من تداعياته الكارثيّة».

ويوضح: «المسيح تحدّث عن الكراهية، سواء بهدف التحذير منها، أو لشرح عواقبها، أو الدعوة إلى مواجهتها بالمحبّة والغفران. ويسوع لم يستخدم عبارة الكراهية في شكل صريح، إنّما وصفها من خلال أفعال ونيّات ومواقف داخليّة. فالمسيح نفسه واجَهَ الكره: "أَبْغَضُونِي بِلا سَبَب" (يو 15: 25)، "إِذا أَبغَضَكُم العالَم، فَٱعلَموا أَنَّه أَبغَضَني قَبلَ أَن يُبغِضَكم" (يو 15: 18)، "مَن لَم يَكُنْ معي كانَ عليَّ، ومَن لم يَجمَعْ معي كانَ مُبَدِّدًا" (متّى 12: 30)».

ويُتابع الخوري: «قمّة رفض يسوع البغض تجلّت في قوله "يا أَبَتِ ٱغفِرْ لَهم، لأَنَّهُم لا يَعلَمونَ ما يَفعَلون" (لو 23: 34). الربّ دعا الإنسان إلى الردّ على الكراهية بالمحبّة: "أَمَّا أَنا فأَقولُ لكم: أَحِبُّوا أَعداءَكم وصَلُّوا مِن أَجلِ مُضطَهِديكُم" (متّى 5: 44). فالكراهية تفصل الإنسان عن المحبّة الإلهيّة».

ويُشدّد على أنّ «الإنسان المسيحيّ فيه هويّة المسيح، وتاليًا فإنّه لا يردّ على الظلم بالظلم، بل يعرف أنّه ابن الله ولا يحتاج إلى الانتقام، بل يتأمّل كلمة الله، خصوصًا لناحية محبّة الأعداء. فالمحبّة وحدها تُطفئ نار البغض عبر أعمال ملموسة: "هٰكذا فَلْيُضِئْ نُورُكُم لِلنَّاس، لِيَرَوْا أَعمالَكُمُ الصَّالِحَة، فيُمَجِّدوا أَباكُمُ الَّذي في السَّموات" (متّى 5: 16)».

ويؤكّد: «الغفران ليس ضعفًا، بل إنّه انتصارٌ على النفس. المسيحيّ يُسامح مَن جَرَحَه، حتّى لو لم يعتذر منه، فهو يستمدّ قوّته من المسيح».

ويختِم: «اجعلنا يا ربّ نردّ على الكراهية بالرحمة حتّى مع مَن يبغضنا، وحوّلنا إلى أداة محبّة وسلام وسط عالمٍ تُمزّقه الكراهية. وهنا، نذكر أيضًا صلاة القدّيس فرنسيس الأسيزي: "يا ربّ، استعملني لسلامك، فأضع الحبَّ حيث البغض، والمغفرة حيث الإساءة، والاتّحاد حيث الخلاف، والحقيقة حيث الضلال، والإيمان حيث الشكّ، والرجاء حيث اليأس، والنور حيث الظلمة، والفرح حيث الحزن"».

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته