روما, الخميس 22 مايو، 2025
مرَّ شهر على رحيل البابا فرنسيس وما زال الفراغ الذي تركه يثقل وجدان الكنيسة الكاثوليكيّة وضمير العالم بأسره. فقد كان بالنسبة إلى كثيرين صوت الضمير الحيّ، ومرشدًا روحيًّا نادرًا في زمنٍ تشابكت فيه الصراعات وتراجعت فيه القيَم.
بعد لحظات الحزن الأولى، بدأت الأسئلة تطرح نفسها، ومن بينها: مَن سيخلف فرنسيس؟ وفي إثر انتخاب البابا ليون الرابع عشر، تبلور سؤال جوهريّ: هل سيُواصل الخطّ الذي رسمه فرنسيس، أم سيسلك دربًا مختلفًا تمامًا؟ في ما يلي، نظرة إلى ما قاله البابا الجديد عن سلفه منذ لحظة انتخابه حتّى اليوم.
في يوم انتخابه، وفي ظهوره الأوّل من على شرفة بازيليك القدّيس بطرس، شكر ليون الرابع عشر البابا فرنسيس، قائلًا: «لا يزال بإمكاننا أن نسمع صوت البابا فرنسيس الخافت ولكن الشجاع دائمًا وهو يبارك روما، هو الذي أعطى بركته للعالم، العالم بأسره، في صباح يوم عيد الفصح». وفي اليوم التالي، في خلال قدّاسه مع الكرادلة، أشار أيضًا إلى فرنسيس قائلًا: «هذا هو العالم الذي أُوكل إلينا والذي نحن مدعوّون فيه، كما علّمنا البابا فرنسيس مرارًا، إلى أن نشهد للإيمان الفَرِح بالمسيح المخلّص».
وفي لقاء آخَر مع الكرادلة، ذكر مجدّدًا تعاليم فرنسيس فقال: «أودّ أن نجدّد اليوم معًا التزامنا الطريقَ الذي تسير فيه الكنيسة الجامعة منذ عقود، على خُطى المجمع الفاتيكانيّ الثاني. البابا فرنسيس ذكَّر بمضامين هذه المسيرة وفَعّلها بطريقة بليغة في الإرشاد الرسوليّ "فرح الإنجيل"».