كيف يَحضر فرنسيس في سطور البابا الجديد؟

البابا فرنسيس يمنح الكاردينال روبرت فرنسيس بريفوست (البابا لاوون الرابع عشر حاليًّا) لقب كاردينال (30 سبتمبر/أيلول 2023) البابا فرنسيس يمنح الكاردينال روبرت فرنسيس بريفوست (البابا لاوون الرابع عشر حاليًّا) لقب كاردينال (30 سبتمبر/أيلول 2023) | مصدر الصورة: Riccardo De Luca - Update/Shutterstock

مرَّ شهر على رحيل البابا فرنسيس وما زال الفراغ الذي تركه يثقل وجدان الكنيسة الكاثوليكيّة وضمير العالم بأسره. فقد كان بالنسبة إلى كثيرين صوت الضمير الحيّ، ومرشدًا روحيًّا نادرًا في زمنٍ تشابكت فيه الصراعات وتراجعت فيه القيَم.

بعد لحظات الحزن الأولى، بدأت الأسئلة تطرح نفسها، ومن بينها: مَن سيخلف فرنسيس؟ وفي إثر انتخاب البابا ليون الرابع عشر، تبلور سؤال جوهريّ: هل سيُواصل الخطّ الذي رسمه فرنسيس، أم سيسلك دربًا مختلفًا تمامًا؟ في ما يلي، نظرة إلى ما قاله البابا الجديد عن سلفه منذ لحظة انتخابه حتّى اليوم.

في يوم انتخابه، وفي ظهوره الأوّل من على شرفة بازيليك القدّيس بطرس، شكر ليون الرابع عشر البابا فرنسيس، قائلًا: «لا يزال بإمكاننا أن نسمع صوت البابا فرنسيس الخافت ولكن الشجاع دائمًا وهو يبارك روما، هو الذي أعطى بركته للعالم، العالم بأسره، في صباح يوم عيد الفصح». وفي اليوم التالي، في خلال قدّاسه مع الكرادلة، أشار أيضًا إلى فرنسيس قائلًا: «هذا هو العالم الذي أُوكل إلينا والذي نحن مدعوّون فيه، كما علّمنا البابا فرنسيس مرارًا، إلى أن نشهد للإيمان الفَرِح بالمسيح المخلّص».

وفي لقاء آخَر مع الكرادلة، ذكر مجدّدًا تعاليم فرنسيس فقال: «أودّ أن نجدّد اليوم معًا التزامنا الطريقَ الذي تسير فيه الكنيسة الجامعة منذ عقود، على خُطى المجمع الفاتيكانيّ الثاني. البابا فرنسيس ذكَّر بمضامين هذه المسيرة وفَعّلها بطريقة بليغة في الإرشاد الرسوليّ "فرح الإنجيل"».

وفي عظة القدّاس في بداية حبريّته، أردف ليون: «وفاة البابا فرنسيس ملأت قلوبنا حزنًا». كذلك، وجّه رسالةً مصوّرة بمناسبة اللقاء الذي جمع نحو 200 جامعة في ريو دي جانيرو حول الرسالة العامّة «كُنْ مُسَبَّحًا» التي كتبها البابا فرنسيس عن البيئة، مؤكّدًا من جديد مواصلته البناء على إرث سلفه في القضايا الأخلاقيّة التي تهمّ الإنسانية جمعاء.

وفي لقائه مع الصحافيّين، استعاد البابا كلمات سلفه، فقال: «أكرّر لكم اليوم الدعوة التي وجّهها البابا فرنسيس في رسالته الأخيرة بمناسبة اليوم العالميّ لوسائل التواصل الاجتماعيّ: لنُجرِّد وسائل التواصل من الأحكام المسبقة كلّها، ومن الضغينة والتعصّب والكراهية، ولنُطهّرها من العدائيّة».

وفي كلمة ألقاها بمناسبة يوبيل الكنائس الشرقيّة، استحضر التعبير الذي استخدمه البابا فرنسيس لوصف هذه الكنائس، مشيرًا إليها باسم كنائس الشهداء. كما ذكَرَ في كلمته إلى ممثّلي الكنائس الأخرى والجماعات الكنسيّة والأديان المختلفة أنّ الأخوّة الإنسانيّة الشاملة هي من أهمّ سمات حبريّة البابا فرنسيس.

حتّى الآن، ذكر البابا ليون سلفه فرنسيس في معظم رسائله، واستخدم مصطلحات طبعت حبريّته، مثل السينودسيّة والسير معًا. لكنّ لكلّ حبريّة مسارها الخاصّ، وما زال مبكرًا تحديد ملامح عهد البابا الجديد. الأمر المؤكّد هو التزامه الثابت رسالة الكنيسة: أن تكون نورًا وصوت رجاء ويدًا ممدودة لكلّ إنسان.

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته