ما هو البروتوكول المُعتمَد في الكونكلاف؟

حارس سويسريّ يقف عند عتبة كنيسة سيستين حارس سويسريّ يقف عند عتبة كنيسة سيستين | مصدر الصورة: كاتاريزنا أرتيمياك/معهد صوفيا الصحافيّ

بعد وفاة البابا فرنسيس في 21 أبريل/نيسان ودفنه في بازيليك القدّيسة مريم الكبرى في 26 من الشهر نفسه، دخَلَ العالم في حداد الأيّام التسعة التقليديّ. لكنّ التحضيرات مستمرّة لعقد الكونكلاف الذي سينتخب فيه الكرادلة خليفة للقدّيس بطرس.

تقتصر المشاركة في انتخاب البابا المُقبِل على أعضاء مَجْمَع الكرادلة الذين تقلّ أعمارهم عن 80 عامًا، ويبلغ عددهم حاليًّا 135 كاردينالًا ناخبًا.

وسيتولّى الكاردينال بييترو بارولين إدارة الكونكلاف، باعتباره الكاردينال الأعلى رتبة بين الكرادلة الأساقفة وبصفته أمين سرّ دولة الفاتيكان.

عمّالٌ يُجهّزون كنيسة سيستين استعدادًا للكونكلاف. مصدر الصورة: فاتيكان ميديا
عمّالٌ يُجهّزون كنيسة سيستين استعدادًا للكونكلاف. مصدر الصورة: فاتيكان ميديا

الكونكلاف في 7 مايو/أيّار

وُضِعَ نظام الكونكلاف بصيغة رسميّة عام 1274، وإجراءاتُه مُفَصّلةٌ في الدستور الرسوليّ «قطيع الربّ بأسره» لعام 1996. وقد أضاف البابوان بنديكتوس السادس عشر وفرنسيس بعض التعديلات إلى هذا البروتوكول.

وجرت العادة أن يبدأ الكونكلاف بعد مرور 15 إلى 20 يومًا على وفاة البابا. وقد أعلنت دار الصحافة الفاتيكانيّة أنّ المجمع السرّي سيبدأ في 7 مايو/أيّار المُقبِل بقدّاس تضرّع على نيّة انتخاب حبر أعظم في بازيليك القدّيس بطرس.

وفي مساء اليوم المُنتظَر، يدخل الكرادلة الناخبون إلى كابيلا سيستين، مُرتِّلين «هَلُمَّ أيّها الروح الخالق». ومن ثمّ يؤدّي كلٌّ منهم قسمًا رسميًّا يلتزم فيه اتّباع الإجراءات بدقّةٍ، والحفاظ على السرّية التامّة، والتصويت بحرّية. وبعد ذلك، يُصدر رئيس الاحتفالات الليتورجيّة الحبريّة، المونسنيور دييغو رافيلي، الأمر التقليديّ، قائلًا: «ليخرج الجميع». وتُغلق أبواب الكابيلا وتُعزل عن العالم الخارجيّ، إلى حين انتخاب أسقف روما الجديد.

خلف أبواب سيستين

تُجرى جولة تصويت واحدة بعد ظهر اليوم الأوّل، ثمّ تُعقَد جلستان صباحيّة ومسائيّة كلّ يوم. وتحمل أوراق الاقتراع عبارةً باللاتينيّة مفادها «أنا أنتخب الحبر الأعظم».

ويتقدّم كلّ كاردينال أمام لوحة «الدينونة الأخيرة» لمايكل أنجلو، ويؤدّي القسم التالي: «أعترف أمام المسيح، الربّ الديّان، بأنّني أعطيتُ صوتي لمن أراه الأجدر أمام الله». ومن ثمّ يضع ورقة الاقتراع في الصندوق.

وتُعلَن عشوائيًّا أسماء ثلاثة كرادلة «مُدَقِّقين» لفرز الأصوات. ويتأكّد هؤلاء من أنّ عدد الأوراق يطابق عدد الناخبين. وإن لم يكن كذلك، تُحرَق الأوراق ويُعاد التصويت فورًا.

تُثقَب كلّ ورقة اقتراع بإبرة وتُربط بخيط. ثمّ يتحقّق ثلاثة «مراجعين» من صحّة الفرز، فيما يجمع ثلاثة «مسؤولين» أصوات الكرادلة العاجزين عن الحركة لأسباب صحّية. ويجب أن يحصل المرشّح على ثلثي الأصوات (أي 89 صوتًا) ليُصبح بابا.

جدران كابيلا سيستين في 19 أكتوبر/تشرين الأول 2014. مصدر الصورة: بوهولمي بيتريك/ وكالة الأنباء الكاثوليكيّة
جدران كابيلا سيستين في 19 أكتوبر/تشرين الأول 2014. مصدر الصورة: بوهولمي بيتريك/ وكالة الأنباء الكاثوليكيّة

انتخاب بابا جديد

عندما تُحرَق الأوراق نتيجة لغطٍ في عمليّة الاقتراع، أو بسبب عدم الحصول على عدد ثلثي الأصوات الضروريّ لانتخاب بابا، يتصاعد الدخان الأسود من الكابيلا. أمّا الدخان الأبيض، الناتج من حرق الأوراق بمادّةٍ كيميائيّةٍ خاصّة، فيُشير إلى انتخاب بابا جديد.

عندئذٍ، يتقدَّم عميد مَجْمَع الكرادلة أو الكاردينال المُخوّل، من الشخص المُنتَخَب، ويسأله: «أتوافِق، نتيجة هذا الانتخاب القانونيّ، على أن تصبح حبرًا أعظم؟»، وإذا وافق، يُصبح بابا الكنيسة الكاثوليكيّة على الفور. ثم يُسأل: «ما الاسم البابويّ الذي تختاره؟». وبحضور شهودٍ، يُعِدُّ رئيس الاحتفالات الليتورجيّة الحبريّة وثيقةً رسميّة تؤكّد الموافقة والاسم المُختار.

المزيد

يدخل البابا الجديد «غرفة الدموع» في كابيلا سيستينا ليرتدي الثياب البابويّة. ويؤدّي كلّ كاردينال عهد الولاء له، يليه فعل شكرٍ لله. ثمّ يُعلِن الكاردينال الأوّل من على شرفة بازيليك القدّيس بطرس: «أصبح لدينا بابا!».

ويُلقي البابا الجديد أوّل خطابٍ له ويمنح مدينة روما والعالم بركته.

تُرجِمَ هذا المقال عن وكالة الأنباء الكاثوليكيّة، شريك إخباريّ لـ«آسي مينا» باللغة الإنجليزيّة، ونُشِر هنا بتصرّف.

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته