العراق في صلاة البابا فرنسيس وقلبه

البابا فرنسيس يصل في 7 مارس/آذار 2021 إلى مطار أربيل الدوليّ-العراق البابا فرنسيس يصل في 7 مارس/آذار 2021 إلى مطار أربيل الدوليّ-العراق | مصدر الصورة: وكالة الأنباء الكاثوليكيّة

أكّد البابا الراحل فرنسيس في مناسباتٍ عدّة قربه من العراق وشعبه، ولا سيّما من مسيحيّيه الصامدين في أرض آبائهم وأجدادهم.

ففي خضمّ الأحداث المأسويّة المُصاحبة لاجتياح تنظيم «داعش» الإرهابيّ الموصل وبلدات سهل نينوى عام 2014، أبدى البابا الراحل قلقه البالغ ودعا المؤمنين في خلال صلاة التبشير الملائكيّ، بتاريخ 15 يونيو/حزيران 2014، إلى الاتّحاد معه في الصلاة «لأجل الأمّة العراقيّة العزيزة».

البابا فرنسيس يزور العراق في مارس/آذار 2021. مصدر الصورة: فاتيكان ميديا
البابا فرنسيس يزور العراق في مارس/آذار 2021. مصدر الصورة: فاتيكان ميديا

وخصّ بالصلاة الضحايا والمتألّمين من تبعات تفاقم العنف في العراق، «ومن بينهم مسيحيّون كثيرون أجبِروا على مغادرة منازلهم». وتابع: «لنصلِّ معًا إلى العذراء مريم لأجل الشعب العراقيّ».

من أجلِ المُبْتَلِين

وعقب رحلته التاريخيّة إلى العراق في الفترة الممتدّة بين 5 و8 مارس/آذار 2021، دعا فرنسيس، في خلال المقابلة العامّة، بعد يومَيْن على عودته إلى روما، الكاثوليك في أنحاء العالم كافّة إلى مواصلة الصلاة لأجل «إخوتنا وأخواتنا الذين عانوا بشدّة في العراق».

وشدّد على ضرورة الصّلاة بلا انقطاع «لأجلِ إخوتنا وأخواتنا المُبْتَلِين، لتكون لديهم القوّة للبدء من جديد... ولأجل تلك الأرض ولأجل الشّرق الأوسط والعالَم أجمع».

البابا فرنسيس يلتقي ممثّلين عن مختلف الديانات والطوائف العراقيّة في 5 مارس/آذار 2021 في أور. مصدر الصورة: فاتيكان ميديا
البابا فرنسيس يلتقي ممثّلين عن مختلف الديانات والطوائف العراقيّة في 5 مارس/آذار 2021 في أور. مصدر الصورة: فاتيكان ميديا

وفي خلال «حجّه إلى بيت أبينا إبراهيم» إبّان زيارته مدينة أور الأثريّة ضمن زيارته التاريخيّة للعراق، شارك الأب الأقدس مع ممثّلين عن مختلف الديانات والطوائف العراقيّة في تلاوة صلاة أبناء إبراهيم وبناته، وسألوا الله أن يؤيّدهم في إعادة بناء البلاد، ومنح القوّة اللازمة لمساعدة الذين اضطرّوا إلى مغادرة بيوتهم وأراضيهم للعودة بأمان وكرامة من أجل بدء حياة جديدة مطمئنّة ومزدهرة.

مسيحيّو العراق في قلبه

وكان البابا الراحل أكّد أيضًا في توطئته لكتاب «التراث المسيحيّ في العراق» مكانة مسيحيّي العراق الثابتة في قلبه وصلاته، لافتًا إلى أنّه لا يمكن تصوُّر العراق من دون مسيحيّين. وعدَّهم مُسهمين فاعلين، مع المؤمنين الآخرين، في صنع هويّة فريدة للبلاد.

زيارة البابا فرنسيس العراق في مارس/آذار 2021. مصدر الصورة: فاتيكان ميديا
زيارة البابا فرنسيس العراق في مارس/آذار 2021. مصدر الصورة: فاتيكان ميديا

الجدير بالذكر أنّ زيارة البابا فرنسيس التاريخيّة للعراق كانت الأولى لحبرٍ أعظم يقصد هذه البلاد، فضلًا عن كونها الرحلة الرسوليّة الأولى للبابا بعد جائحة كورونا. وقد حظيت باهتمام بالغ على الصعيدَين الرسميّ والكنسيّ في العراق، إذ استُهلّت باستقبال حافل ومهيب في بغداد، وتخلّلتها لقاءات مع القادة الدينيّين البارزين ومحطّات في النجف وأور والموصل وقره قوش وأربيل. وكانت الزيارة التي حملت شعار «أنتم جميعًا إخوة» علامة رجاء لا للعراق فحسب، إنما للشرق الأوسط ككلّ، بحسب بطريرك الكنيسة الكلدانيّة الكاردينال لويس روفائيل ساكو.

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته