حينما صلّى البابا فرنسيس من أجل أبناء النبي إبراهيم وبناته في أور

البابا فرنسيس في أور البابا فرنسيس في مدينة أور الأثريّة، العراق | Provided by: CNA

في الذكرى السنويّة الثانية لزيارة البابا فرنسيس مدينة أور الأثريّة في العراق، نستذكر كلماته، هو مَن وصف هذه المحطة من زيارته في 6 مارس/آذار 2021 بالحجّ إلى بيت أبينا إبراهيم. واكتسبت زيارته أهمّيتها من المكانة الرمزيّة التي تحظى بها أور لدى أتباع الديانات السماويّة باعتبارها موطن النبي إبراهيم، أبي المؤمنين، إذ ورد ذكرها في العهد القديم أكثر من مرّة، ومنها خرج إبراهيم واثقًا في وعد الله «أَنَا الرَبُّ الذِي أَخْرَجَكَ مِنْ أُورِ الكَلدَانِيِينَ لِيُعْطِيَكَ هذِهِ الأَرْضَ لِتَرِثَهَا» (تك 15: 7). واليوم، يجمع جمهورٌ من المؤمنين بالديانات اليهوديّة والمسيحيّة والإسلاميّة على اعتباره أباهم الروحي «يَكُونُ اسْمُكَ إِبْرَاهِيمَ لأَنَّنِي أَجْعَلُكَ أَبًا لِجُمْهُورٍ مِنَ الأُمَمِ» (تك 17: 5).

في أور، ركّز الأب الأقدس في كلمته على الأخوّة بين البشر، داعيًا المؤمنين من كل الأديان إلى تحويل أدوات الكراهية إلى أدوات سلام. وكان للزيارة أثر بالغ في تعميق قيم السلام والتعايش والتسامح والأخوّة الإنسانية، ولا سيّما عبر مشاركة ممثّلين عن مختلف الديانات والطوائف العراقيّة في تلاوة صلاة أبناء إبراهيم وبناته، سائلين الله أن يؤيّدهم في إعادة بناء البلاد، ومنح القوّة اللازمة لمساعدة الذين اضطرّوا إلى مغادرة بيوتهم وأراضيهم للعودة بأمان وكرامة من أجل بدء حياة جديدة مطمئنّة ومزدهرة، على حدّ قوله.

في الوقت الذي أثمرت زيارة البابا مزيدًا من الاستقرار وانتعاش حركة الإعمار في البلاد، برز الاهتمام بأور التاريخيّة كموقع أثري وسياحي فريد يقع قرب الناصريّة، مركز محافظة ذي قار، جنوبي العراق إذ يُعتقد أنها كانت عاصمة السومريين (2100 ق. م.). كما تضمّ أحد أشهر المعالم الأثريّة في العراق «الزقّورة»، وهي بناء مدرّج يربو عمره على أربعة آلاف سنة. وقد أُنيرت زقّورة أور للمرّة الأولى في خلال الاستعدادات لزيارة البابا التي كان لها أثر في ازدياد السيّاح الوافدين إليها من داخل العراق وخارجه. وشجّعت الزيارة الباباويّة الحكومة العراقيّة على إنشاء مشاريع سياحيّة وخدماتيّة وتطويرها، مستفيدةً من تسليط الإعلام العالمي الضوء على هذا الموقع الأثري.

الجدير بالذكر أن زيارة البابا فرنسيس التاريخيّة للعراق في الفترة الممتدّة بين 5 و8 مارس/آذار 2021 كانت الأولى لحبرٍ أعظم يقصد هذه البلاد، فضلًا عن كونها أوّل نشاط للبابا بعد جائحة كورونا. وقد حظيت باهتمام بالغ على الصعيدين الرسمي والكنسي في العراق، إذ استُهلّت باستقبال حافل ومهيب في بغداد، وتخلّلتها لقاءات مع القادة الدينيين البارزين ومحطات في النجف وأور والموصل وقرةقوش وأربيل. وكانت الزيارة التي حملت شعار «أنتم جميعًا إخوة» علامة رجاء لا للعراق فحسب، إنما للشرق الأوسط ككل، بحسب بطريرك الكنيسة الكلدانيّة الكاردينال لويس روفائيل ساكو.  

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته