من الوفاة إلى الدفن… رحلة جثمان البابا فرنسيس

نقل نعش البابا فرنسيس إلى بازيليك القدّيسة مريم الكبرى مكان دفنه نقل نعش البابا فرنسيس إلى بازيليك القدّيسة مريم الكبرى مكان دفنه | مصدر الصورة: Zofia Czubak

دأبت الكنيسة الكاثوليكيّة على اتّباع تقاليد وأعراف راسخة في التعامل مع جثمان البابا عند وفاته، وذلك بين فترة انتقاله إلى الحياة الأبديّة وحتّى دفنه.

وقد سقط بعضٌ من تلك العادات عبر العصور، فيما أُزيلَت ممارسات أخرى بطلب من الحبر الأعظم نفسه، على غرار ضرب البابا المُتَوفَّى بمطرقةٍ على جبينه ثلاث مراتٍ لإثبات الوفاة.

وأدخَل البابا الراحل فرنسيس تعديلاتٍ على طقوس الدفن، في الطبعة الثانية من دليل جنازة أسقف روما (1998).

ووفقًا لرئيس الاحتفالات الحبريّة المونسنيور دييغو رافيلّي، طلب البابا فرنسيس إصدار هذه الطبعة «لتبسيط بعض الطقوس كي تعكس بصورةٍ أفضل إيمان الكنيسة بالمسيح، الراعي الأزليّ القائم من بين الأموات».

استعدادات فاتيكانيّة لقدّاس جنازة البابا فرنسيس. مصدر الصورة: فابيو م. لطفي/إي دبليو تي إن
استعدادات فاتيكانيّة لقدّاس جنازة البابا فرنسيس. مصدر الصورة: فابيو م. لطفي/إي دبليو تي إن

وتُقسَّم المراسم، كما وردت في الكتاب، إلى ثلاث مراحل رئيسة.

المرحلة الأولى

بعد وفاة الحبر الأعظم، كشف مدير الخدمات الطبّية في الفاتيكان على الجثمان وأصدر شهادة الوفاة، ومن ثمّ هيّأه ليُعرَضَ «باحترامٍ ولياقة» أمام العامّة.

ونُقِل الجثمان بالثوب الكهنوتيّ الأبيض إلى الكنيسة البابويّة الخاصّة حيث أقيم طقس تأكيد الوفاة ووُضع في التابوت. وترأّس الرتبة أمين الخزانة البابويّ المعروف بـ«كاميرلينغو»، الكاردينال كيفن فاريل.

وبعد الرتبة، استُبدِل لباس الجثمان بالثياب الكهنوتيّة الحُمر مع التاج والمعطف (الإفلونية). ووُضع الجثمان في تابوت خشبيّ بسيط مبطّن بالزنك، بدلًا من السرير المُرتَفِع (فراش الموت) الذي استُخدِمَ عند وفاة القديس يوحنّا بولس الثاني وبنديكتوس السادس عشر.

ثم أضيئت شمعة الفصح إلى جانب التابوت، ورُشَّ الجثمان بالماء المقدّس. وبقي التابوت في الفاتيكان لتأدية فرض الوداع والصلاة قبل نقله إلى مكان خُصّص للعامّة لإلقاء نظرة الوداع عليه.

جنازة البابا فرنسيس في ساحة القدّيس بطرس-الفاتيكان. مصدر الصورة: دانييل إيبانيز/آسي مينا
جنازة البابا فرنسيس في ساحة القدّيس بطرس-الفاتيكان. مصدر الصورة: دانييل إيبانيز/آسي مينا

المرحلة الثانية

حُمِل التابوت في موكب مهيب إلى بازيليك القدّيس بطرس ووُضِع أمام المذبح الرئيس، حيث تسنّى للمؤمنين الصلاة أمامه وإلقاء نظرة الوداع عليه.

وقبل مراسم الجنازة، أُغلِق التابوت في رتبةٍ خاصّة وتمّت تغطية وجه البابا بوشاح حرير أبيض. ووُضِعت في التابوت محفظة نقودٍ سُكَّت في خلال حبريّته، ووثيقة تتضمّن نبذة عن حياته وأعماله.

وأُغلِقَ أوّلًا التابوت الداخليّ المصنوع من الزنك، ومن ثمّ التابوت الخارجيّ المصنوع من الخشب.
أمّا مراسم الجنازة، المعروفة بـ«قدّاس التوبة»، فأقيمت في ساحة القدّيس بطرس. وبعد مراسم الدفن، بدأ زمن حداد الأيّام التسعة التقليديّ.

نقل نعش البابا فرنسيس إلى بازيليك القدّيسة مريم الكبرى مكان دفنه. مصدر الصورة: Zofia Czubak
نقل نعش البابا فرنسيس إلى بازيليك القدّيسة مريم الكبرى مكان دفنه. مصدر الصورة: Zofia Czubak

المزيد

المرحلة الثالثة

نُقِل التابوت إلى مثواه الأخير الذي يكون عادةً في مغاور بازيليك القدّيس بطرس. غير أنّ البابا الراحل فرنسيس أوصى بأن يُدفَن في بازيليك القدّيسة مريم الكبرى بسبب محبّته الخاصّة للعذراء وتعبّده لها.

تجدر الإشارة إلى أنّ آخِر حبر أعظم دُفِن خارج الفاتيكان كان ليون الثالث عشر عام 1903 في كاتدرائيّة القدّيس يوحنّا في اللاتران.

تُرجِمَ هذا المقال عن وكالة الأنباء الكاثوليكية، شريك إخباري لـ«آسي مينا» باللغة الإنجليزية، ونُشِر هنا بتصرّف.

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته