بطريرك الأقباط الكاثوليك سيترأس قداس شكر في مصر

شارل دو فوكو شارل دو فوكو | Provided by: Catholic Saints Page

الأنبا إبراهيم اسحق بطريرك الأقباط الكاثوليك في اتحاد مع الكنيسة العامة سيترأس قداس إعلان تقديس الاب شارل دو فوكو بالمشاركة مع الأسرة الروحية للقديس، يوم السبت 28 مايو 2022، بكاتدرئية القديس أنطونيوس بالقاهرة - مصر.

الأب شارل دو فوكو (1858 – 1916)

الراهب الصامت في صحراء الجزائر

دير صغير ظهر عام 1901 في صحراء الجزائر الشاسعة التي يأهلها قبائل الطوارق، يسكن فيه هذا الصامت الزاهد الناسك الفرنسي. من هو هذا الرجل؟

هو شارل دو فوكو وُلد في ستراسبورغ في فرنسا في 15 سبتمبر 1858 لعائلة أرستقراطية، والتحق بالمدرسة العسكرية عند بلوغه سن 18، قبل انضمامه إلى مدرسة الفرسان في سومور في عام 1878. زار شارل المغرب ومكث فيها مدة عام والتقى بالعديد من المؤمنين، الأمر الذي دعاه لاكتشاف وجود الله في حياة الناس. لدى عودته من المغرب، التقى كاهنًا يُدعى الأب أوفلن في كنيسة القديس أوغسطين في باريس عام 1886 حيث تغيرت حياته كليًا وقرّر ترك كل شيء من أجل الله.

شارل دو فوكو. Provided by: Catholic Saints Page
شارل دو فوكو. Provided by: Catholic Saints Page

انضم دو فوكو إلى "أخويّة الرهبان" عام 1890م في فرنسا ثم عمل على الحدود السورية التركية ثم انتقل إلى الناصرة، ثم بدأ حياة الزهد، وفي عام 1901م وفي عمر الثالثة والأربعين مُنح "سر الكهنوت" في فرنسا، وقرّر أن يعيش حياة نسكية في صحراء الجزائر بين القبائل، فكان كواحدٍ منها وتعلم لغتها وتقاليدها وثقافتها.

وكان مشهور عنه إنه يقضي ساعات طويلة أمام القربان المقدّس، وكان شخصًا قريبًا لكل من كان يقرع بابه. وهكذا عاش شارل حياة تجمع بين الصلاة والاتحاد مع الله، ومشاركة الناس، لاسيمّا الفقراء والمهمشين، على غرار حياة يسوع في مدينة الناصرة.

التي عاش فيها فترة من حياته مختبرًا جزءًا من حياة يسوع المتواضع، فأخذ حياة البساطة والزهد نهجاً له، فكان مثالاً يحتذى به في الفقر والصمت والعمل، حيث أمضى وقته في دير الكلاريس في الناصرة وقام بالتناوب بين العمل اليدوي وساعات طويلة من العبادة والتأمل.

ثم سافر إلى المغرب وهناك ألّف كتابه "استكشاف المغرب" سنة 1883. ​​بعد إقامة قصيرة في المغرب، دخل دو فوكو إلى الجزائر وبنى ديرا في منطقة بني عباس قرب الحدود المغربية، ولم يستقر طويلا حتى انتقل للعيش مع قبائل الطوارق في تمنراست جنوب الجزائر، وهي المنطقة التي اعتاد أن يزورها للاعتكاف بسبب السكون الذي يغمرها.

وعاش قريبا من الطوارق وشاركهم حياتهم الصعبة، حتى إنه قضى 10 سنوات يدرس لغتهم وتقاليدهم وثقافتهم، فتعلم لغة الطوارق وألف قاموسا للمفردات وقواعد اللغة. و​​بعد وفاته تم نشر مخطوطة قاموسه في أربع مجلدات، وصار القاموس معروفا من بين القواميس الأمازيغية الأخرى، بسبب غناه وما يحتويه من أوصاف دقيقة.

و في مساء الأول من ديسمبر 1916 م، اقتحمت عصابة مسلحة الدير لنهبه، فأخرجوا شارل دو فوكو بالقوة من ديره وأطلقوا النار على رأسه فأردوه قتيلا فورا.

قبل ساعات من موته كتب دو فوكو "مهما كان السبب الذي من أجله يُهدر دمنا، إذا ما تقبلناه من أعماق قلبنا كهديّة منك يا إلهي فإنّنا نموت في الحبّ ولا غير، سيكون له معنى في نظرك يا إلهي وسيكون صورة كاملة عن موتك".

وكتب عنه الأب أردورا "وسط حامية عسكرية فرنسية حيث غالبية أعضائها غير مكترثة بالدين وفي عالم مسلم تماما، كان شارل دو فوكو مرسلا من كل أعماق كيانه"، وتابع "الرجل الصامت في الصحراء، رجل السجود والصلاة، أصبح أخا عالميا".

​​ استشهد الأب شارل عام 1916، وفي اكتوبر 2005 أعلنه البابا بندكتس السادس عشر طوباويًا. وقد وافق البابا فرنسيس، على مراسيم صادرة عن مجمع دعاوى القديسين تتعلّق بإعلان قداسة وطوباوية 12 من الرجال والنساء، يوم 15 مايو 2022، من بينهم المصادقة على المعجزتين المنسوبتين لشفاعة الطوباوي شارل دو فوكو، ليتم بالتالي الإعلان عن قداسته

المزيد

من صلوات الأب شارل دو فوكو: صلاة تسليم الذات

أبتِ... إني أسلم لك ذاتي، فأفعل بي ما تشاء،

ومهما فعلت بي فأنا شاكر لك.

إنّي مستعدُ لكل شيء، وأرتضي بكل شيء.

ليس لي رغبة ً أخرى يا إلهي،

سوى أن تكمُل إرادتُك فيّ وفي جميع خلائقك.

أني أستودع روحي بين يديك،

(تستمر القصة أدناه)

وأهبها لك يا إلهي، بكل ما في قلبي من الحب،

لأني أحبك، ولأن الحب يتطلب مني أن أهب نفسي،

أن أودعها بين يديك، من دون مقياس،

وبثقة لا حد لها،

لأنك أبي.

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته