الأب ميشال الجلخ رئيسًا لأساقفة نصّيبين للموارنة شرفًا... ورسالة ملهمة من البابا فرنسيس

من السيامة الأسقفيّة للأب الجلخ بوضع يد الكاردينال الراعي في بكركي، لبنان من السيامة الأسقفيّة للأب الجلخ بوضع يد الكاردينال الراعي في بكركي، لبنان | مصدر الصورة: البطريركيّة المارونيّة

أكّد أمين سرّ دائرة الكنائس الشرقية في الفاتيكان الأب ميشال الجلخ الأنطوني أنّ «كلّ قضيّةٍ محقّة أصحبت تعنيني لأنّ المسيح يعنيني، وهو الحقّ والحقيقة والعدل والعدالة». وأضاف: «خبرة السنة الفائتة في دائرة الكنائس الشرقيّة، المعطوفة على ثماني سنوات سابقة، علّمتني أن لا مفرّ من الاتّكال على النفس، والتعاون الصادق من أجل خير أبنائنا وبناتنا في هذا المشرق، وعلّمتني بالأخصّ أن أصلّي من أجل شعوبنا وأوطاننا، ومن أجل كلّ ضعيفٍ ومظلومٍ وفقيرٍ ومحتاج».

جاءت كلمة الجلخ في خلال القداس الإلهي لسيامته الأسقفية رئيسًا لأساقفة نصّيبين للموارنة شرفًا. ترأس القداس والسيامة الأسقفية البطريرك الماروني الكاردينال بشارة بطرس الراعي على مذبح  الكنيسة الخارجية  للصرح البطريركي في بكركي (كابيلا القيامة) بحضور حشد من البطاركة والمطارنة والآباء والشخصيات الرسمية والاجتماعية وجمهور المؤمنين.

من السيامة الأسقفيّة للأب الجلخ بوضع يد الكاردينال الراعي في بكركي، لبنان. مصدر الصورة: البطريركيّة المارونيّة
من السيامة الأسقفيّة للأب الجلخ بوضع يد الكاردينال الراعي في بكركي، لبنان. مصدر الصورة: البطريركيّة المارونيّة

قال الراعي في عظته متوجّهًا إلى الجلخ: «أنت مستعدّ لها بما غرفت من علم وشهادات في الجامعات الرومانيّة. لقد اختارك قداسة البابا فرنسيس لمساعدته في خدمته الرسوليّة لإيمانك بالمسيح، ولمحبّتك له. فكن أيّها الأخ الجليل عند انتظار قداسته، لا شكّ في أنّك ستكون كذلك؛ بفضائلك الرهبانيّة والكهنوتيّة وعلومك التي كسبتها في سنواتك العديدة في رومية طالبًا ومتخصّصًا ومعتمدًا في مجمع الكنائس الشرقيّة لمدّة خمس سنوات، ثمّ أمينًا عامًّا لمجلس كنائس الشرق الأوسط لمدّة خمس سنوات، فرئيسًا للجامعة الأنطونيّة. وفي 15 فبراير/شباط 2023 عيّنك قداسة البابا فرنسيس أمين سرّ دائرة الكنائس الشرقيّة، وفي 23 يناير/كانون الثاني مستشارًا في دائرة تعزيز وحدة المسيحيّين، وفي 8 مارس/آذار 2024 رئيس أساقفة نصيبين للموارنة شرفًا».

من السيامة الأسقفيّة للأب الجلخ بوضع يد الكاردينال الراعي في بكركي، لبنان. مصدر الصورة: البطريركيّة المارونيّة
من السيامة الأسقفيّة للأب الجلخ بوضع يد الكاردينال الراعي في بكركي، لبنان. مصدر الصورة: البطريركيّة المارونيّة

رسالة من الحبر الأعظم

بدوره، تلا السفير البابوي في لبنان باولو بورجيا البراءة البابوية التي أرسلها البابا فرنسيس لهذه المناسبة، قال فيها: «إلى ابني الحبيب ميشال الجلخ من الرهبانية الأنطونية المارونية، أمين سرّ دائرة الكنائس الشرقية، رئيس أساقفة نصّيبين للموارنة شرفًا، سلامًا وبركة. ذاك الذي وضع صليبه جسرًا فوق الموت لتعبر عليه النفوس من الموت إلى الحياة، ولبس جسد الإنسان الفاني وجعله منبع حياة لكلّ المائتين، إليه نقدّم محبتنا ذبيحة عظيمة ونرفع الأناشيد الغزيرة لأنّه قدم صليبه ذبيحة لله كي يغنينا من الكنوز التي تتدفق منه. بهذا الإيمان الثابت في المسيح، وفي حين نكرّس نحن أنفسنا للخدمة الرسولية تجاه الكنيسة الجامعة في تأمين خلاص النفوس، نوجّه أذهاننا نحوك أيها الابن الحبيب يا من تضطلع بمهمة دقيقة بصفتك أمين سرّ دائرة الكنائس الشرقية متمتعًا بالصفات الفكرية والإنسانية الملائمة. لذلك، وبحكم سلطتنا الرسولية الكاملة نعيّنك رئيس أساقفة نصّيبين للموارنة شرفًا مع كامل الحقوق الممنوحة والالتزامات المتوجبة. يمكنك الحصول على الدرجة الأسقفية خارج مدينة روما من الأسقف الكاثوليكي الذي تختاره، مع مراعاة كامل القواعد الليتورجية وتعليماتها، وذلك بعد أن تعترف مسبقًا بقانون الإيمان وتقسم الولاء لنا ولخلفائنا من بعدنا وفقًا لقواعد القانون الكنسي».

وتابع الحبر الأعظم: «أخيرًا، أيّها الابن الحبيب نطلب إلى الله أبي الرحمة، بشفاعة القديسَين شربل مخلوف والكاهن أنطونيوس الكبير، أن يجعلك في عملك خبزًا فطيرًا من الاستقامة والحق، خمير خبز الحياة المكسور من أجل الإخوة كي يتغذوا منه ويتقووا، متممًا واجباتك بعدل ورحمة كي يعمّ الوفاق ويسود السلام بين الشعوب».

من السيامة الأسقفيّة للأب الجلخ بوضع يد الكاردينال الراعي في بكركي، لبنان. مصدر الصورة: البطريركيّة المارونيّة
من السيامة الأسقفيّة للأب الجلخ بوضع يد الكاردينال الراعي في بكركي، لبنان. مصدر الصورة: البطريركيّة المارونيّة

بعدها جرت مراسم رتبة السيامة الأسقفية للأب الجلخ بوضع يد الكاردينال الراعي، وأُلبِس الشارات الحبرية معلنًا إياه أسقفًا جديدًا على مذبح الربّ.

وفي ختام القداس قال المطران الجديد: «في أوكرانيا، كما في غزة وسوريا والعراق، وكما في جميع الحروب، إنسانيّتنا هي التي على المحك». وأردف: «وإنّني، إذ أحمل جميع هذه الأمور في صلاتي ووجداني، لا أنسى قضيّة وطني لبنان. أملي أن يتخطّى أزمته وصعوباته التي ليست بشيء إن كنّا على قلبٍ واحد: كلّنا نحبّ هذا الوطن وكلّنا نرغب في العيش على أرضه، ما ينقصنا هو قليلٌ من الزّهد والتواضع والتراجع عن تعنّتنا وأنانيّتنا حتى نجد مكانًا مشتركًا نلتقي فيه، لننطلق بهذا الوطن الفريد بتكاتفه الإنسانيّ، والجميل بصلابته الروحيّة، والحاضن هويّاته المتنوّعة، والمتميّز بمجتمعه المبنيّ على العائلة وقيمها».

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته