البابا فرنسيس: التواضع يخلّصنا من الشرّير

البابا فرنسيس صباح اليوم في ساحة القدّيس بطرس-الفاتيكان البابا فرنسيس صباح اليوم في ساحة القدّيس بطرس-الفاتيكان | مصدر الصورة: دانييل إيبانيز/آسي مينا

أعلن البابا فرنسيس صباح اليوم أنّ التواضع باب جميع الفضائل. ورأى أنّ «التواضع هو كلّ شيء. وهو ما يخلّصنا من الشرير ومن خطر التآمر معه. فالتواضع مصدر السلام في العالم وفي الكنيسة»، وعندما يغيب التواضع تندلع الحروب وتتصاعد الاختلافات والانقسامات.

اختتم الحبر الأعظم سلسلة التعليم في الرذائل والفضائل ضمن المقابلة العامّة الأسبوعيّة في ساحة القديس بطرس-الفاتيكان. وتوقّف عند فضيلة التواضع. فأشار إلى أنّ هذه الفضيلة ليست من تلك السبع الرئيسيّة (المحبّة والإيمان والرجاء والقناعة والفطنة والعدل والقوّة). لكنّها في أساس الحياة المسيحيّة، على حدّ تعبيره.

التواضع نقيض الكبرياء

أكّد الأب الأقدس أنّ التواضع نقيض أكبر الرذائل، الكبرياء. فبينما ينفخ التكبّر والتغطرس قلب الإنسان، يضع التواضع الأمور على السكّة الصحيحة. وشرح البابا أنّ لكلمة «تواضع» باللغة الإيطاليّة جذرًا مشتركًا مع كلمة «التراب» في اللغة اللاتينيّة، وهو ما يتوافق مع سرد سفر التكوين بأنّنا كبشر من التراب وإلى التراب نعود.

وللتحرّر من الكبرياء يكفي القليل، بحسب البابا. فيكفي التأمّل في سماء تملؤها النجوم كي نعيد اكتشاف النصاب الصحيح للأمور. إذ نكتشف بذلك كم أنّنا صغار. وأوضح أنّ العلوم الحديثة تسمح لنا بتوسيع الأفق أكثر بعد والشعور بالسرّ المحيط بنا والكامن في داخلنا.

وزاد فرنسيس: «طوبى للأشخاص الذي يحفظون معنى الأصغرية هذا في قلوبهم! فهؤلاء يُحفظون من رذيلة رهيبة: الغطرسة». وتابع أنّ يسوع في نصّ التطويبات يبدأ متحدّثًا عن هؤلاء الأشخاص قائلًا: «طوبى لفقراء الروح فإنّ لهم ملكوت السموات» (متّى 5: 3). واعتبر البابا أنّ ذلك أول  التطويبات لأنّه أساس التطويبات الأخرى، فالوداعة والرحمة ونقاوة القلوب تنبع من الحسّ بالأصغريّة.

مريم مثال في التواضع

زاد الأب الأقدس أنّ التواضع والفقر يظهران في مطلع صفحات الإنجيل. فالملاك بشّر مريم في قرية صغيرة بالجليل، الناصرة، وليس في أورشليم. فمريم المُختارة ليست ملكة نَمَت بالعزّ بل فتاة غير مشهورة. وأضاف أنّ الله ينجذب إلى أصغريّتنا.

وفسّر فرنسيس أنّ مريم لا تضع ذاتها في محور الاهتمام. فهي تذهب، بعد البشارة، إلى مساعدة نسيبتها القديسة أليصابات. واستخلص أنّ مريم لا تريد الخروج يومًا من هذا الاختباء. فحتّى أهمّ حقائق حياتها، وهي أنّها أمّ الله، لم تتحوّل إلى سبب تباهٍ بالنسبة إليها. وقال إنّ يسوع أعطانا مثال مريم كي تكون خلاصنا وسعادتنا.

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته