البابا فرنسيس يشرح رذيلة الكسل وسُبل علاجها

البابا فرنسيس يشرح رذيلة الكسل صباح اليوم في قاعة بولس السادس-الفاتيكان البابا فرنسيس يشرح رذيلة الكسل صباح اليوم في قاعة بولس السادس-الفاتيكان | مصدر الصورة: دانييل إيبانيز/آسي مينا

أكد البابا فرنسيس صباح اليوم أنّ الإيمان المُجرّب بالكسل لا يفقد معناه. فهو إيمان إنسانيّ جدًّا لا يزال ينبض بالحياة على الرغم من الظلمة المحيطة به.

جاء كلام الأب الأقدس في خلال المقابلة العامة الأسبوعية بقاعة بولس السادس الفاتيكانيّة. فقد تابع الحبر الأعظم سلسلة التعليم في الرذائل والفضائل متوقّفًا عند رذيلة الكسل.

ما هي رذيلة الكسل؟

عاد البابا إلى أصل كلمة الكسل في اللغة اليونانيّة. فشرح أنّ آباء الصحراء فسّروها على أنّها أوّلًا «قلّة اهتمام». وحذّر من خطورة هذه التجربة. فمن يعاني هذه الرذيلة يشعر بأنّ جميع الأمور قد أصبحت ثقيلة على كاهله، فيفقد طعم الحياة ويرغب في الموت، على حد قوله.

وزاد فرنسيس أنّ الإنسان الكسول يعتبر أنّ علاقته بالله مُضجِرة، وأنّ أقدس الأعمال التي عاشها في الماضي باتت غير مفيدة. فيبدأ بالبكاء على الزمن الضائع.

البابا فرنسيس يشرح رذيلة الكسل صباح اليوم في قاعة بولس السادس-الفاتيكان. مصدر الصورة: دانييل إيبانيز/آسي مينا
البابا فرنسيس يشرح رذيلة الكسل صباح اليوم في قاعة بولس السادس-الفاتيكان. مصدر الصورة: دانييل إيبانيز/آسي مينا

شيطان الظهيرة

أشار البابا إلى أنّ الكسل قد سُمِّيَ «شيطان الظهيرة». فهو يظهر عند منتصف النهار، عندما يصبح التعب في أوجه وتبدو الساعات المتبقّية من النهار روتينيّة.

واقتبس البابا شرح إيفاغريوس الراهب لهذه الرذيلة قائلًا: «عين الكسول ترنو دومًا إلى الخارج، وفي ذهنه تخيّلات مستمرّة مرتبطة بالزوّار (...) إن بدأ الكسول في القراءة، غالبًا ما يتثاءب ويغلبه النعاس، فيفرك عينَيْه ويدَيْه». والكسول بالنسبة إلى إيفاغريوس هو من لا يسير بحسب عمل الله. 

وذكر البابا أنّ عالم اليوم يرى في هذه الرذيلة تذكيرًا بالإحباط من الناحيتَين النفسيّة والفلسفيّة. فالكسول يفقد معنى الحياة وينطلق إلى إلهاء الذات. فيعيش في فراغ ذهني، ويصير في حالة موت مسبق.

البابا فرنسيس يشرح رذيلة الكسل صباح اليوم في قاعة بولس السادس-الفاتيكان. مصدر الصورة: دانييل إيبانيز/آسي مينا
البابا فرنسيس يشرح رذيلة الكسل صباح اليوم في قاعة بولس السادس-الفاتيكان. مصدر الصورة: دانييل إيبانيز/آسي مينا

ما العلاج الروحيّ للكسل؟

قدّم البابا «صبر الإيمان» دواءً للخروج من هذا الداء، انطلاقًا من تفاسير معلّمي الحياة الروحية. فبدل السعي إلى الهروب من اللحظة الآنية نحو «مكان» آخر، يجب على الكسول استقبال حضور الله في حياته اليوم. فشيطان الكسل، على حد تعبيره، يرغب في تدمير الفرح البسيط الذي نعيشه «هنا والآن»، فتصير جميع اختباراتنا باطلة.

وفي ختام كلمته، شدّد الأب الأقدس على ضرورة التغلّب على الكسل. فهذه الرذيلة لم توفّر القدّيسين حتّى، على حد قوله؛ إذ في مذكّرات هؤلاء يظهر أيضًا ليل الإيمان، حيث تصبح جميع الأشياء مظلمة. لذلك يعلّم القدّيسون أنّ تخطّي هذه الظلمة ممكن عبر الصبر وقبول فقر الإيمان. فعند حلول الكسل، يحب الصمود والاتّكاء على صدر يسوع الذي لا يتخلّى عنّا يومًا في لحظات المِحَن.

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته