البابا فرنسيس يشرح البخل وكيفيّة التخلّص منه

البابا فرنسيس صباح اليوم في قاعة بولس السادس-الفاتيكان البابا فرنسيس صباح اليوم في قاعة بولس السادس-الفاتيكان | مصدر الصورة: فاتيكان ميديا

أكّد البابا فرنسيس صباح اليوم، في مقابلة عامّة مع المؤمنين بقاعة بولس السادس-الفاتيكان، متابعًا سلسلة التعليم في الرذائل والفضائل، أنّ البخل «مرض القلب، لا مرض المحفظة». ونبّه من استحواذ المال على حياة مالكيه.

شرح الأب الأقدس أنّ البخل ليس خطيئة تخصّ الأشخاص الذين يمتلكون ثروات كبيرة فحسب، بل هو رذيلة شاملة لا تتعلّق برصيد الحساب البنكي حصرًا. وأعطى مثالًا عن ذلك الرهبان الذين يتخلّون عن ثروات العالم إنّما يرتبطون بأشياء ذات قيمة ضئيلة في غرفهم، ما يظهر علاقتهم المرضيّة بالممتلكات. فلا يعود هؤلاء الرهبان يشاركون تلك الممتلكات أو يعيرونها لأحد.

هذا دواء البخل…

أكّد الحبر الأعظم أنّ الشفاء من هذا المرض، بحسب الطريقة الرهبانية الصارمة والفعّالة هو التأمّل بالموت. وأضاف: «بقدر ما يجمع الشخص الأموال في هذا العالم، هناك أمر نحن متأكّدون منه تمامًا، وهو أنّها لن ترافقه إلى القبر. وهكذا تتكشّف عبثيّة هذه الرذيلة». وذكر أنّنا لسنا نحن من نملك هذا العالم، بل إنّنا مجرّد حجّاج وغرباء فيه، والعلاقة التي يبنيها الإنسان مع الأشياء مجرد وهم.

واعتبر فرنسيس أنّ رذيلة البخل محاولة لطرد الخوف من الموت من قلوبنا. فعبرها يسعى الإنسان إلى البحث عن ضمانات. وأشار إلى أنّ اللصوص، على الرغم من أعمالهم البشعة، يمكنهم إيقاظنا من هذه الرذيلة.

كنوز الأرض والسماء

أشار الأب الأقدس إلى تعليم يسوع عن عدم تكديس الكنوز في السماء بدل تجميعها على الأرض حيث يمكن سرقتها أو تلفها. وذكّر بكلام المسيح في عظة الجبل: «لا تكنزوا لأنفسكم كنوزًا في الأرض حيث يفسد السوس والصدأ، وحيث ينقُب السارقون فيسرقون».

كما روى فرنسيس قصّة من قصص آباء البرّية إذ فاجأ لصّ راهبًا في نومه وسرق القليل ممّا كان يحتفظ به في غرفته. وعند الاستيقاظ، من دون أن يتأثّر بما حدث، اتّبع الراهب أثر اللص. وعندما وجده، بدلًا من المطالبة بالمسروقات، سلّمه القليل الباقي قائلًا له: «لقد نسيت أن تأخذ هذه!».

الثروة ليست خطيئة بل مسؤوليّة

شدّد الأب الأقدس على أنّ بعض الأثرياء ليسوا أحرارًا، لأن ليس لديهم وقت للراحة. وأكّد أنّ الثروات في حدّ ذاتها ليست خطيئة، لكنّها مسؤولية. وفي الختام، اعتبر حياة البخيل بشعة وفي النهاية سيسلم كلّ واحد منّا جسده وروحه للربّ. وسأل الحاضرين أنّ يعيشوا الكرم مع الجميع.

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته