كيف يتعايش المسيحيّون والمسلمون في بغداد؟

كنيسة الصعود الكلدانيّة في العاصمة العراقيّة بغداد مثال للتعايش المسيحيّ الإسلاميّ في البلاد كنيسة الصعود الكلدانيّة في العاصمة العراقيّة بغداد مثال للتعايش المسيحيّ الإسلاميّ في البلاد | مصدر الصورة: الأب فادي نظير

أكّد الأب فادي نظير، راعي كنيسة الصعود الكلدانيّة في العاصمة العراقيّة بغداد، أنّ العيش المشترك وتعزيز قيم الاعتدال والتسامح بين المسيحيّين والمسلمين في المدينة ليسا مجرّد شعارَين يُرَوَّج لهما إعلاميًّا عند الحاجة. بل هما، في الدرجة الأولى، انعكاس لنوع التربية والتنشئة التي يترعرع عليها أبناء الوطن الواحد.

سلّط نظير، في حديث إلى «آسي مينا»، الضوء على أهمّية توطيد التفاهم والمحبّة والاحترام المتبادَل كعناصر أساسيّة لبناء التعايش السلميّ بين أفراد المجتمع الواحد. وشدّد على ضرورة السعي إلى توطيد أركانه عبر التعاون الوثيق في ما بينهم.

دور الكنائس والجوامع

اعتبر نظير أنّ «رغم ما يعيشه مجتمعنا من تشتّتٍ وانقسام، فالدور الريادي المنوط بالجوامع والكنائس وواجبها الرئيس في تعليم مبادئ الديانات والتربية الروحيّة، يفرضان على القيادات الدينيّة بذل قصارى جهودها لإبراز غنى المجتمع العراقي المتنوّع دينيًّا واجتماعيًّا وثقافيًّا». ورأى أنّ دور القيادات هو أيضًا في «العمل على ترسيخ وحدته وتوطيد أواصر المحبّة».

كنيسة الصعود الكلدانيّة في العاصمة العراقيّة بغداد مثال للتعايش المسيحيّ الإسلاميّ في البلاد. مصدر الصورة: الأب فادي نظير
كنيسة الصعود الكلدانيّة في العاصمة العراقيّة بغداد مثال للتعايش المسيحيّ الإسلاميّ في البلاد. مصدر الصورة: الأب فادي نظير

وأشار نظير إلى وجود آيات عدّة في الكتاب المقدس والقرآن الكريم، تدعم هذا التوجّه. وأضاف: «ينبغي تجسيدها في الحياة اليوميّة، عملًا بجوهر الدين الداعي إلى "الإيمان بالله والمعاملة الحسنة" مع الآخرين».

خبرة رعيّة كنيسة الصعود

استشهد نظير بخبرات التعايش المشترك على أرض الواقع التي يعيشها وأبناء رعيّة كنيسة الصعود في منطقة المشتل-بغداد. فتابع: «تلاصق كنيستنا جامع الإمام علي. ويسعدني أن أقول إنّنا نتعاون مع إخوتنا المسلمين على جميع الصُّعد، بكلّ احترامٍ وموّدة. وأذكر هنا، على سبيل المثال لا الحصر، أنّ إخوتنا في الجامع يبادرون إلى خفض صوت الأذان عندما يتزامن مع أوقات مناسباتنا الدينيّة، لئلا توثّر مكبِّرات الصوت على صلاتنا داخل الكنيسة!».

كنيسة الصعود الكلدانيّة في العاصمة العراقيّة بغداد مثال للتعايش المسيحيّ الإسلاميّ في البلاد. مصدر الصورة: الأب فادي نظير
كنيسة الصعود الكلدانيّة في العاصمة العراقيّة بغداد مثال للتعايش المسيحيّ الإسلاميّ في البلاد. مصدر الصورة: الأب فادي نظير

ونوَّه بمبادرتهم الدائمة لزيارة الكنيسة وراعيها وتقديم التهاني في الأعياد والمناسبات. وأعرب عن اعتزازه بمحبتهم المتجلّية في عبارات من قبيل: «نحن معكم، في خدمتكم، فأنتم أصل البلد ومنكم نتعلّم!».

بناء مستقبل واعد

خلص الأب فادي نظير في حديثه إلى «آسي مينا» إلى اعتبار هذا النمط من التواصل بين أبناء الديانات والعلاقة الروحيّة السليمة مسهّلًا للعيش المشترك في وطنٍ متنوِّع يسعى إلى بناء مستقبل واعد. ويستند ذلك، بحسب رأيه، إلى مبدأ «الجميع إخوة وأبناء لخالق واحد أوجدهم مختلفين».

كنيسة الصعود الكلدانيّة في العاصمة العراقيّة بغداد مثال للتعايش المسيحيّ الإسلاميّ في البلاد. مصدر الصورة: الأب فادي نظير
كنيسة الصعود الكلدانيّة في العاصمة العراقيّة بغداد مثال للتعايش المسيحيّ الإسلاميّ في البلاد. مصدر الصورة: الأب فادي نظير

وختم نظير شاكرًا الساعين والمُسهمين في تثبيت قيم العيش المشترك والذين يحبّون العراق بشجاعة ولا يستغلّون خصوصيّته بل يسعون إلى السلام والغفران والمحبّة عبر التعاون والحوار.

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته