من هو البطريرك الكلدانيّ يوسف عمانوئيل الثاني؟

البطريرك الكلدانيّ يوسف عمانوئيل الثاني البطريرك الكلدانيّ يوسف عمانوئيل الثاني | مصدر الصورة: Saint Adday

يُنسَب إلى البطريرك الكلداني يوسف عمانوئيل الثاني الفضل في طبع معظم الكتب الطقسيّة، وإعادة طبع «الحوذرا» (كتاب صلوات الطقس الكلداني) طبعةً أنيقة. كما نظّم الأبرشيات الكلدانيّة واهتمّ بالمعهد الكهنوتي.

تأسَّست في عهده رهبانيّتان نسائيّتان كلدانيّتان: بنات قلب يسوع الأقدس، ورهبانية بنات مريم المحبول بها بلا دنس. وتمتّع بفضائل أخرى جمّة يعرّفنا من خلالها عليه البطريرك الكلداني الحالي لويس روفائيل ساكو.

ابن ألقوش الكلدانيّة

ولد يوسف في ألقوش الكلدانية التابعة لمحافظة نينوي، شماليّ العراق، عام 1852. وإذ استشعر البطريرك يوسف أودو نباهته، أرسله ليكمل دراسته الكهنوتيّة في معهد غزير للآباء اليسوعيّين في لبنان. وبعد عودته إلى الوطن، رُسِم كاهنًا عام 1879، واتّخذه البطريرك إيليا عبّو اليونان كاتمًا لأسراره.

وبحسب ساكو، اتّخذ يوسف اسم «عمانوئيل» لدى اختياره أسقفًا على أبرشية سعرد، بتركيا الحاليّة، عام 1892. و«بوفاة البطريرك عبديشوع خياط في 6 تشرين الثاني 1899، انتخبه السينودس الكلداني بطريركًا في 9 تموز 1900».

إعانة آلاف المنكوبين

حَفلَت حبريّة البطريرك عمانوئيل بالتحدّيات والمصاعب. فشهد هذا المناضل في خلالها الحربَيْن العالميّتَيْن شهادةً حيّة للإنجيل. واجتهد في «إعانة آلاف المنكوبين الهاربين من مذابح السيف الوحشيّة عام 1914. ما يذكّرنا تمامًا بما فعله تنظيم الدولة الإسلامية عام 2014 بعد قرن، بمسيحيي الموصل وبلدات سهل نينوى»، على حد قول ساكو.

واستطرد ساكو: «آواهم في كنائس الموصل والأديار وفي بلدات سهل نينوى. أطعمهم، وفتح المدارس لأولادهم، ودارًا للأيتام، وجادَ بسخاءٍ لمعالجة الجرحى والمرضى، ودفن الموتى. من أجل ذلك باع بعض الأثاث والأواني الكنسيّة، واستقرض المال، وأسَّس لهذا الهدف النبيل جمعية الرحمة الكلدانية».

موضع احترام المدنيّين والحكوميّين

نالت الكنيسة الكلدانية الويلات في خلال الحرب العالمية الأولى، باستشهاد كثيرين من مؤمنيها وكهنتها وراهباتها وأساقفتها «وخسر الكلدان أبرشيات برمّتها مثل: ديار بكر وماردين وسعرد والجزيرة ووان. وخُرِّبت معظم الكنائس ونُهِبَت. فجال غبطته أوروبا خمس مرات، طالبًا المساعدة المالية لتخفيف معاناة شعبه المُضطَهَد والمُهجَّر، وتحقيق العدالة لهم وإنصافهم».

كان البطريرك موضع احترام المدنيين والحكوميين. وحصل على نياشين عدّة، كما أصدر فيصل الأول إرادةً ملكية بتعيينه في مجلس الأعيان العراقي. و«عاش طوال 47 سنة في حركة دائمة بين التعليم والخدمة الراعوية وإعانة مهجَّري الحرب العالمية الأولى 1914. توفي في الموصل في 21 تموز 1947 عن عمر ناهز الخامسة والتسعين، بشيخوخة جليلة». ودُفن في المدينة عينها بكاتدرائية الشهيدة مسكنته، كما يشرح ساكو.

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته