معهد شمعون الصفا الكهنوتي لبطريركيّة الكلدان… مدرسة إيمانيّة عريقة

تلاميذ المعهد وأساتذته في العام 2019 تلاميذ المعهد وأساتذته في العام 2019 | مصدر الصورة: جورجينا حبابه/آسي مينا

لم يكن معهد مار يوحنا الحبيب الإكليريكيّة الوحيدة في الموصل، شماليّ العراق. بل سعى البطريرك الكلداني يوسف أودو (1848 – 1878) منذ أواسط القرن التاسع عشر إلى تأسيس معهدٍ كهنوتي بطريركي مقرّه دير مار كوركيس، قرب الموصل، مقرّ كرسيّه يومذاك. 

شرع المعهد سنته الأولى عام 1859 بإدارة القس جرجس خيّاط «البطريرك عبد يشوع الخامس خياط في ما بعد»، على أن يتولّاها لاحقًا الآباء الدومنيكان، لكنه لم يستمرّ طويلًا.

جدّد أودو محاولة فتح المعهد في كنيسة مار إشعيا، عام 1860 ليديره المطران ميخائيل بَرتتر. أعقبه عام 1861 خيّاط، أُسقف العمادية حينها، لكنه أغلِق لأسباب ماديّة.

 لاحقًا، ساهم روفائيل مازجي اللعازري بدعمٍ ماديٍّ سخيّ في إنشاء المعهد باسم «شمعون الصفا» ليفتح أبوابه أمام طلّاب الكهنوت عام 1869 بإدارة خيّاط أيضًا.

فتح وإغلاق

أغلق المعهد أبوابه مرّات عدّة، بسبب المجاعة التي أصابت الموصل (1879– 1880) تارةً، وويلات الحرب العالميّة الأولى تارةً أخرى، لكنه كان يعاود نشاطه بعد كلّ إغلاق.

مع انتقال الكرسي البطريركي الكلداني إلى العاصمة بغداد أواخر الخمسينيّات، انتقل معهد شمعون الصفا إليها واستقرّ في مبنى كبير بمنطقة الدورة. 

ومع افتتاح كلية بابل الحبريّة للفلسفة واللاهوت تغيّر النظام التعليمي في المعهد عام 1991، فأصبح التلاميذ يستكملون دروسهم فيها واقتصرت الدروس داخل المعهد على التنشئة واللغات.

الانتقال إلى عنكاوا

تدهورت الأوضاع الأمنيّة في بغداد بعد العام 2003 لتبلغ ذروتها عام 2006 لا سيّما في أعقاب اختطاف بعض الكهنة، فقرّر البطريرك عمانوئيل دلّي نقل المعهد الكهنوتي وكلية بابل، موقتًا إلى مبنى مطرانية الكلدان في عنكاوا-أربيل. ليستقرّ منذ العام 2008 في مبنى «دير الرسولين مار أدّي ومار ماري»، وهو  المقرّ البطريركي الصيفي في عنكاوا بأربيل.

ضمّ المعهد قسمًا للكبار وآخر للصغار، لكنّ الأخير أُغلق في سنوات الحصار الاقتصادي على العراق في التسعينيّات، وأعيد افتتاحه لاحقًا ليغلق نهائيًّا عام 2006.

تعاقب على إدارة المعهد كهنة ورهبان. بعضهم ارتقى بطريركًا للكنيسة الكلدانيّة، نذكر منهم: عبد يشوع الخامس خياط (1894– 1899)، ويوسف السابع غنيمة (1947- 1958)، وبولس الثاني شيخو (1958-1989)، وروفائيل بيداويد (1989- 2003)، والبطريرك الحالي لويس روفائيل ساكو.

كما ارتقى معظمهم إلى الدرجة الأسقفيّة، ومنهم: سليمان صبّاغ، وإبراهيم إبراهيم، وكوركيس كرمو، وسرهد جمّو، وعبد الأحد ربّان، وشليمون وردوني، والمطران بشار متي وردة راعي إيبارشيّة أربيل الكلدانيّة.

يدير معهد شمعون الصفا الكهنوتي لبطريركيّة الكلدان اليوم الأب أفرام كليانا، ويفتح أبوابه كلّ عام لاستقبال تلاميذه ليواصلوا مسيرةً تعليميّة مدّتها ستّ سنوات استعدادًا للكهنوت.  

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته