البابا فرنسيس يدعو إلى الصمت في زمن الصوم

البابا فرنسيس في خلال صلاة التبشير الملائكيّ مع المؤمنين المحتشدين في ساحة القدّيس بطرس-الفاتيكان البابا فرنسيس في خلال صلاة التبشير الملائكيّ مع المؤمنين المحتشدين في ساحة القدّيس بطرس-الفاتيكان | مصدر الصورة: فاتيكان ميديا

أكّد البابا فرنسيس ظهر اليوم، قبل تلاوة صلاة التبشير الملائكي مع المؤمنين المحتشدين في ساحة القديس بطرس-الفاتيكان، أنّ الحرب دائمًا هزيمة وعديمة الفائدة ولا تسفر عن شيء. وشدّد على أنّها تؤدّي حصرًا إلى الموت والدمار ولن تحلّ المشكلات. وطلب من الربّ منح الجميع عقولًا وقلوبًا تُكرّس نفسها بشكل ملموس للسلام.

وذكر الحبر الأعظم الصراع المسلّح في السودان والذي أدّى إلى وضع إنساني خطير. وطالب الأطراف المتحاربة بوقف هذه الحرب التي تضرّ بالناس وبمستقبل البلاد. وقال: «لنصلِّ من أجل إيجاد سُبُل للسلام قريبًا لبناء مستقبل السودان العزيز». كما صلّى للسلام في موزمبيق وفلسطين وأوكرانيا.

وشرح فرنسيس بعد تلاوة صلاة التبشير الملائكي إنجيل يسوع في البرّية (مرقس 1،12-15): «وفي البرّية بقي أربعين يومًا، يُجرَّبُ من قِبَل الشيطان». واعتبر البابا أنّ الجميع في الصوم الكبير مدعوّ لـ«الدخول إلى البرّية»، أي إلى الصمت وإلى العالم الداخلي وإلى الإصغاء للقلب. ثم ذكر أنّ في البرّية، كان المسيح «مع الوحوش البرّية وكانت الملائكة تخدمه». وأوضح الأب الأقدس أنّ بمعنى رمزي، هم أيضًا رفقتنا: «عندما ندخل إلى البرّية الداخليّة، يمكننا أن نلتقي هناك وحوشًا برّية وملائكة».

كما فسّر البابا أنّ الوحوش البرّية تُشير في الحياة الروحيّة إلى الشهوات المضطربة التي تقسم القلب، محاولةً امتلاكه. وأضاف: «هي تغرينا وتبدو جذّابة، ولكن، إن لم نكن حذرين، يمكن أن تمزّقنا». ثمّ طلب ترويضها ومقاومتها، والصوم الكبير هو الوقت المناسب لذلك.

وتحدّث الحبر الأعظم عن الملائكة: «هم رسل الله الذين يساعدوننا، يفعلون الخير لنا». فالأرواح الملائكيّة تُذكّر الإنسان بالأفكار والمشاعر الجيّدة التي يُلهمها الروح القدس وتهدّئ القلب وتغرس طعم المسيح. هكذا يعود النظام والسلام للروح، بغض النظر عن ظروف الحياة».

وفي ختام كلمته، دعا البابا فرنسيس إلى التساؤل: ما هي الشهوات المضطربة، «الوحوش البرّية» التي تتحرّك في قلبي؟ علينا تسميتها وفهم تكتيكاتها. وللسماح لصوت الله بالتحدث إلى قلبي وحمايته في الخير، هل أخصّص بعض الوقت للصمت والصلاة والعبادة والاستماع إلى كلمة الله؟

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته