البابا فرنسيس: المرارة الحاقدة ليست مسيحيّة

البابا فرنسيس يقدّم تعليمًا في الحزن صباح اليوم في قاعة بولس السادس-الفاتيكان البابا فرنسيس يقدّم تعليمًا في الحزن صباح اليوم في قاعة بولس السادس-الفاتيكان | مصدر الصورة: فاتيكان ميديا

أكّد البابا فرنسيس أنّ الحداد المطوّل على أمر أو إنسان ما، الذي يزداد فيه الفراغ الداخلي الناجم عن هذا النقص، هو ليس من عمل الروح القدس فينا. فـ«المرارة الحاقدة التي يتمسّك الإنسان عبرها بروح الانتقام، فيُظهر ذاته بشكل مستمرّ على أنّه الضحية، لا تؤدّي إلى حياة صحّية أو حتّى مسيحيّة».

أعلن الأب الأقدس ذلك في شرح عن الحزن، ضمن سلسلة تعاليم في الرذائل والفضائل، صباح اليوم بقاعة بولس السادس الفاتيكانيّة. فأشار إلى شرح إيفاغريوس الراهب القائل إنّ جميع الرذائل تسعى إلى لذّة ما، ومنها الحزن الذي يستلذّ بالتخبّط في ألم لا نهاية له.

ما هو الحزن؟

اعتبر الحبر الأعظم أنّ الحزن هو إحباط النفس ومحنة مستمرّة تمنع الإنسان من اختبار الفرح في الحياة اليوميّة. وأشار إلى أنّ آباء الكنيسة اعتبروا أنّ هناك نوعَين من الحزن: الأوّل ملائم للحياة المسيحيّة ويتحوّل بمعونة الله إلى فرح، أمّا الثاني فيتغلغل في النفس ويحبطها.

فاقتبس من مار بولس القول إنّ «الحزن لله يورث توبة تؤدّي إلى الخلاص ولا ندم عليها، في حين أنّ حزن الدنيا يورث الموت» (قورنتوس الثانية 7: 10). ورأى أنّه لا ينبغي محاربة أوّل نوع من الحزن لأنّه درب إلى التوبة. فأعطى مثل الابن الضال عندما وصل إلى أقصى درجات انحطاط حياته الروحية شعر بمرارة دفعته للعودة إلى بيت أبيه. فالبكاء على الخطايا وعلى فقدان الطهارة «نعمة»، على حد تعبير البابا. 

أمّا النوع الثاني من الحزن، ففسّر فرنسيس أنّه يجب محاربته بعزم وقوّة لأنّه آتٍ من عند الشرير، وهو مرض للنفس. فهو ناجم عن انطفاء الرجاء أو إحدى الرغبات في قلب الإنسان، كما حصل مع تلميذَي عمّاوس بعد موت المسيح.

الكآبة سرطان القلب

زاد الأب الأقدس أنّ جميع البشر يمرّون بحالات تولّد حزنًا في يوميّاتهم، لأنّ الحياة تقترح علينا أحلامًا لا تتحقّق، فيستسلم الناس عندها إمّا للرجاء أو للكآبة «المسرطنة للقلب». وتابع: «في ماضي كلّ إنسان أمر ما يحتاج إلى الشفاء. ويمكن للحزن أن يتحوّل من شعور طبيعيّ إلى حالة نفسيّة شريرة. فشيطان الحزن يتستّر، وقد وصفه آباء الصحراء بدودة القلب التي تأكل من يستضيفها وتفرغه».

كيفيّة محاربة الحزن

في الختام، أشار البابا إلى أنّ محاربة الحزن تكون عبر النظر إلى قيامة المسيح وخلاصه على الرغم من كلّ شيء. فيسوع لم يقم من الموت من أجل ذاته فحسب، بل لإعتاق جميع أنواع السعادة غير المُحقَّقة في حياتنا، على حد قوله. وخلص الأب الأقدس إلى القول إنّ الإيمان يطرد الخوف وقيامة المسيح تنتزع الحزن من القلوب مثلما أزاحت الحجر عن باب القبر.

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته