الطوباويّ كارلو أكوتيس على الحدود اللبنانيّة المشتعِلة... ما القصّة؟

الطوباويّ كارلو أكوتيس الطوباويّ كارلو أكوتيس | مصدر الصورة: نيكولا غوري/وكالة الأنباء الكاثوليكيّة

جرعة رجاء جديدة زرعها الطوباويّ كارلو أكوتيس في نفوسٍ لبنانيّة متعطّشة للأمان. كتب الشابّ المحبوب قصّة أمل قصيرة على الحدود اللبنانيّة الجنوبيّة المشتعِلة. كسرت صورُه هناك بشاعة مشهد الحرب. كسرت الصلوات والأجراس صخب المواجهات. في بلدة رميش المسيحيّة الحدوديّة، سار الجميع حاملين ذخائر الطوباويّ، معلنين البقاء بقوّة إيمانهم.

لم يكن يوم السبت الماضي عاديًّا أو رتيبًا في بلدة رميش الواقعة ضمن ما يُعرَف بـ«المربّع المسيحيّ» في قضاء بنت جبيل (جنوبيّ لبنان). فتلك البلدة التي تقاسي ذيول الحرب ولا تعفيها الاشتباكات، عاشت ساعاتٍ استثنائيّة يومَ زارتها ذخائر الطوباويّ كارلو أكوتيس لتبارك أهلها الصامدين وشوارعها الحزينة.

ذخائر الطوباويّ كارلو أكوتيس في بلدة رميش الحدوديّة، جنوبيّ لبنان. مصدر الصورة: إيلي العلم/رميش
ذخائر الطوباويّ كارلو أكوتيس في بلدة رميش الحدوديّة، جنوبيّ لبنان. مصدر الصورة: إيلي العلم/رميش

وفي هذا الإطار، قال كاهن رعيّة مار جرجس-رميش الأب نجيب العميل في حديثٍ إلى «آسي مينا»: «علِمنا أنّ ذخائر الطوباوي كارلو أكوتيس موجودة مع الأب جو عيد الذي يشرف على تطوافها ضمن نطاق أبرشيّة صيدا. فتواصل معه كاهنٌ من رعيّتنا يعرفه خير معرفة وسأله عن إمكان إحضار ذخائر الطوباوي إلى بلدتنا رميش. بلا تردّد، استجاب الأب عيد متحدّيًا القصف والوضع المأزوم. وهكذا حصل، فحلّت الذخائر بيننا».

وتابع العميل: «أبلغنا الناس بالخبر السارّ مسبقًا، فاجتمعوا يوم السبت حول الكنيسة الكبيرة (التجلّي). وسار الجميع مع الذخائر لتبريك البلدة وبيوتها، قبل أن نقيم القدّاس الإلهيّ ونرفع الصلوات».

ذخائر الطوباويّ كارلو أكوتيس في بلدة رميش الحدوديّة، جنوبيّ لبنان. مصدر الصورة: إيلي العلم/رميش
ذخائر الطوباويّ كارلو أكوتيس في بلدة رميش الحدوديّة، جنوبيّ لبنان. مصدر الصورة: إيلي العلم/رميش

وعن رمزيّة زيارة ذخائر الطوباويّ رميش في هذه الأوقات العصيبة يجيب العميل: «في الظروف الصعبة والمؤرقة، يصبح الناس كغريق يبحث عن خشبةٍ يتعلّق بها لينجو. لذا رأى أهالي رميش في حلول ذخائر كارلو أكوتيس بينهم خشبة خلاص، ورسالة من الربّ ليقوّيهم ويصبّرهم على كلّ ما يحدث. ببساطة، اعتبروا أنّ الربّ أرسل هذه الذخائر إلينا ليزرع فينا قوّة الصمود في بلدتنا».

وفي تعريجٍ على الظروف القاسية التي يعيشها أبناء بلدة رميش في خضمّ الاشتباكات، شدّد العميل على أنّ «الأهالي صامدون في بيوتهم وأرزاقهم»، مشيرًا إلى «ارتفاع منسوب القلق أخيرًا في ظلّ كثافة القصف المتبادَل من حولنا».

ذخائر الطوباويّ كارلو أكوتيس في بلدة رميش الحدوديّة، جنوبيّ لبنان. مصدر الصورة: إيلي العلم/رميش
ذخائر الطوباويّ كارلو أكوتيس في بلدة رميش الحدوديّة، جنوبيّ لبنان. مصدر الصورة: إيلي العلم/رميش

وختم العميل حديثه عبر «آسي مينا»، مؤكّدًا أنّ «القداديس في رميش مستمرّة بوتيرتها المعهودة وبلا توقُّف على الرغم من الاشتباكات؛ فنقيم ثلاثة قداديس على امتداد اليوم، وتسبق كلّ قدّاس صلاة المسبحة الورديّة وزيّاح العذراء. وكلّ يوم خميس نخصّص ساعة سجودٍ للقربان المقدّس مقرونة بتأمّلات».

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته