تحوّل تاريخيّ في باكستان… إنهاء إلزاميّة دراسة الإسلام للأقلّيات

قوّات أمن تحرس مدرسة القدّيس يوحنّا الكاثوليكيّة عام 2019 في يوحناباد بمقاطعة لاهور-باكستان قوّات أمن تحرس مدرسة القدّيس يوحنّا الكاثوليكيّة عام 2019 في يوحناباد بمقاطعة لاهور-باكستان | مصدر الصورة: منظّمة «عون الكنيسة المتألمة»

قررت باكستان إنهاء الدراسة الإلزامية للإسلام، المفروضة على الطلاب غير المسلمين بدءًا من المرحلة الابتدائية حتّى الثانوية. وستعمل في المقابل على تكريس منهج دراسي جديد سيسمح للأطفال بدراسة الدين الذي تنتمي إليه أُسرهم.

فقد أصدرت وزارة التعليم الفيدرالي والتدريب المهني الباكستانية، في 22 يناير/كانون الثاني الجاري، موافقةً على الخطط التعليمية لسبع أقليات دينية في باكستان، بما في ذلك المسيحية (1 في المئة). وأوضحت أنّ هذه المناهج قد جرى تطويرها من قبل اختصاصيين، وستدخل حيّز التنفيذ في العام 2025.

وفي مقابلة مع وكالة الأنباء الكاثوليكية، شريك إخباري لـ«آسي مينا» باللغة الإنجليزية، قال نعيم يوسف جيل، المدير التنفيذي للجنة الوطنية الكاثوليكية للعدالة والسلام، إنّ اللجنة شاركت في صياغة المنهج المسيحي، مشيرًا إلى أنّ التنفيذ يمثل تحدّيًا للمضي قدمًا.

وأضاف: «نقدّر مبادرة الحكومة الباكستانية لإشراكها اللجنة الكاثوليكية في تطوير المنهج الدراسي للمسيحية. ومع ذلك، فإنّ المراقبة والتنفيذ يمثّلان تحدّيَين واضحَين. وكثيرًا ما تُحبَطُ سياسات الأقليات في بلادنا». كما أعلن أنّ الأمر يتطلب تدريبًا طويل الأمد للمعلمين وإنشاء هيكلية رواتب لهم.

ويتضمّن المنهج الدراسي المسيحي دراسة الكتاب المقدس، وحياة يسوع المسيح، وتاريخ الكنيسة، والقيم المسيحية. كما تشمل بعض عناصره موضوعات محددة مثل الثالوث الأقدس، ومعجزات المسيح، ومفهوم الخلاص بالمسيح، والتعاليم الأخلاقية المسيحية، والمفهوم التوراتي للمسيح، ومجمع نيقية.

ويغطّي المنهج تاريخ الوجود المسيحي في باكستان، مثل خدمة القديس توما الرسول ورسالته إلى جنوب آسيا. ويذكر الأحداث المعاصرة على غرار اغتيال الوزير الباكستاني المسيحي للأقليات شهباز باتي على يد حركة طالبان بسبب انتقاده الشديد قوانين التجديف.

من جانبه، أعرب أنجوم جيمس بول، وهو كاثوليكي باكستاني ورئيس رابطة معلّمي الأقليات الباكستانية، عن امتنانه لإعلان الوزارة، وسعيها إلى ضمان «المساواة في الحقوق وتكافؤ الفرص للطلاب جميعهم».

أمّا جوب كوبمان وهو عضو في منظمة «عون الكنيسة المتألمة»، فوصف هذه السابقة بـ«الحالة النادرة من الأخبار الجيدة بالنسبة إلى المسيحيين والأقليات غير المسلمة الأخرى، وهي اعتراف بحق الأقليات في الالتزام بدينهم في النظام التعليمي». وأضاف أنّ «العقبة التالية تكمن في إزالة الأحكام المسبقة والعبارات التي تقلل من شأن ديانات الأقليات في جميع الكتب المدرسية. إذ ينبغي تعريف الأديان المختلفة على خلفية الانسجام بين الأديان».

يُذكر أنّ الأديان التي سيشملها القرار هي المسيحية والهندوسية والبوذية والزرادشتية والسيخية والعقيدة البهائية ودين الكالاش القبلي. وعلى الرغم من هذا التقدم، لا يزال المسيحيون يواجهون اضطهادًا في باكستان. ففي العام الماضي، هاجمت حشود عددًا من المسيحيين في مدينة جارانوالا بعد اتهام مسيحيَّيْن بتدنيس القرآن.

كما صنّف تقرير حرية الأديان العالمية للعام 2023، الذي نشرته منظمة «عون الكنيسة المتألمة»، باكستان ضمن الفئة «الحمراء»، وهي تشير إلى مستويات عالية من الاضطهاد الديني.

تُرجِمَ هذا المقال عن «وكالة الأنباء الكاثوليكية»، شريك إخباري لـ«آسي مينا» باللغة الإنجليزية، ونُشِر هنا بتصرّف.

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته