من يحمي مسيحيّي باكستان؟

باكستانيّون مسيحيّون يندّدون بهجمات حلف شمال الأطلسي (الناتو) على البلاد في تظاهرة شهدتها حيدر آباد عام 2011 باكستانيّون مسيحيّون يندّدون بهجمات حلف شمال الأطلسي (الناتو) على البلاد في تظاهرة شهدتها حيدر آباد عام 2011 | Provided by: Asianet-Pakistan/Shutterstock

مشهدٌ من الخوف والترقّب يسود وسط باكستان، وتحديدًا منطقة جارانوالا، في فيصل آباد. هناك، كان اليومان الفائتان أشبه بكابوس بالنسبة إلى السكان المسيحيين. كنائسهم كما بيوتهم تعرّضت لسلسلة اعتداءاتٍ وهجماتٍ على خلفيّة اتهاماتٍ مزعومة بإقدام أسرة مسيحيّة على حرق القرآن والتجديف.

تلك الاعتداءات دفعت كثيرين من مسيحيي المنطقة إلى الاستغاثة بحثًا عن ملاذٍ آمن لهم ولعائلاتهم، وخوفًا من تفاقم الأمور وتصاعد العنف ضدّهم. استغاثة وجدت آذانًا صاغية إذ تحرّكت الشرطة بشكل حازم ونشرت قبل ساعات مئاتٍ من عناصرها لحماية المسيحيين والكنائس، بعدما كان تدخّلها محدودًا ويندرج في محاولات التهدئة واجتناب تدهور الأوضاع. وسبق هذا الانتشار، إعلان الشرطة عن اعتقال أكثر من مئة شخص، مع محاولات توقيف المتهمين بحرق القرآن.

وكانت مجموعات إسلامية قد اتّهمت سليم مسيح بحرق القرآن، من دون التأكّد من صحة الخبر. وعلى خلفية انتشار الخبر المزعوم، أضرم المحتجون النار في كنائس عدّة، كما لم تنجُ بيوت كثيرين من المسيحيين من الهجمات والتحطيم.

ونشرت «آسي مينا» أكثر من فيديو يوثّق لحظات الاعتداء على إحدى الكنائس في منطقة جارانوالا.

لقطة من فيديو للاعتداءات، تُظهر تحطيم صليب إحدى كنائس منطقة جارانوالا في باكستان. Provided by: ACI MENA
لقطة من فيديو للاعتداءات، تُظهر تحطيم صليب إحدى كنائس منطقة جارانوالا في باكستان. Provided by: ACI MENA

في سياق متّصل سبق الاعتداءات الأخيرة، أقرّ مجلس النواب الباكستاني مشروع قانون يهدف إلى تشديد العقوبات على جرائم التجديف. تطوّر تشريعي يثير علامات استفهام كثيرة، إذ يُعدّ خطوة نحو فرض عقوبات أكثر صرامةً على من يسيء إلى الشخصيات الدينية الإسلامية.

في ظلّ هذا المشهد المشتعل في الساحة الباكستانيّة والذي يستهدف الأقليات ومن بينها المسيحية، يبرز سؤال قديم جديد على ألسنة المسيحيين المتمسكين بأرضهم وكنيستهم وإيمانهم: من يحمينا؟ سؤال نابع من سؤال أكبر يتحوّل مع الوقت إلى هاجس مزمن في الداخل والخارج: إلى متى سيصمد مسيحيو باكستان في ظلّ موجات الاعتداءات والتضييق؟

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته