«أعظم دروس التواضع»... ماذا يعلّمنا الميلاد؟

مغارة الميلاد وشجرة العيد في ساحة القدّيس بطرس-الفاتيكان مغارة الميلاد وشجرة العيد في ساحة القدّيس بطرس-الفاتيكان | مصدر الصورة: دانييل إيبانيز/وكالة الأنباء الكاثوليكيّة

فرحة عيد الميلاد نابعة من كونه لقاءً بين الإنسان وخالقه، وبين الإنسان وأخيه الإنسان. لذا هو عيد فرح وأمل ورجاء، ويوم جديد يحمل التجديد في حياة الإنسان، ويدعوه ليفكّر: كيف يعيش الفرح مع الآخرين؟

وفي زمن أعياد الميلاد، قال الأب وائل الشابي، راعي كنيسة مار إيليا الحيري في بغداد، عبر «آسي مينا»: «تزدهي كنائسنا وبيوتنا وتتبارك بمغارة الميلاد. ومن تأمّلنا فيها، وفي ولادة الكلمة المتجسّد فيها، نتعلّم أعظم دروس التواضع».

وتساءل الشابي: «كم كانت قلوب ملوك الشرق متواضعة وهم ينطلقون من ديارهم باحثين عن الملك العظيم! تبعوا نجمًا أنار دربهم وأوصلهم إلى مغارة الطفل يسوع لينير قلوبهم. استناروا بنجمٍ قادهم من المشرق، فأشرق عليهم نور العالم. ملوكٌ سجدوا لطفل مولود في مغارة ومُضجَعٍ في مذود! بل حملوا إليه هداياهم وكنوزهم».

وتابع: «تحمل هداياهم رمزيّة مهمّة. فالذهب يرمز إلى ملوكية يسوع، والبخور إلى إلوهيته والمرّ إلى إنسانيته». وشرح الشابي أنّنا «نستلهم من قول الربّ "أَنَا نُورُ الْعَالَمِ" تعليمًا نكرّره في قانون الإيمان "نور من نور". ونجسّده بإضاءة الشموع وحملها فترمز إلى حملنا المسيح نورًا للعالم».

وبيّن الشابي أنّ ميلاد الربّ عنوان لفرح البسطاء. «فنزيّن شجرة الميلاد بالألوان الزاهية والأنوار المتلألئة. فتحمل في طياتها فرح العيد وبهجته فضلًا عن رموز أخرى. فالشجرة تمثّل حياة العالم والخليقة المزدهية ببشارة الخلاص».

واستطرد «نعلّق جرسًا ذهبيًّا على الشجرة لما يمثّل صوته من دعوةٍ لليقظة وجذب الانتباه إلى حدث مهمّ آتٍ. ففي رنينه بهجة وإعلان لبشرى ميلاد المخلّص».

وأردف الشابي: «نوقد ليلة الميلاد شعلة نار مستذكرين الرعاة الساهرين لحراسة قطعانهم (لوقا 2: 8-18). ففي ليلة باردة مثل ليلة الميلاد، لا ريب في أنهم أوقدوا نارًا والتفّوا حولها يستدفئون حينما ظهر لهم ملاك الربّ "ومجد الربّ أضاء حولهم". فعلى مثالهم نتحلّق حول النار، وكالملائكة نسبّح منشدين: المجد لله في الأعالي وعلى الأرض السلام وبالناس المسرّة».

وخلص الشابي إلى القول: «تعلّمنا رموز الميلاد أن نكون متواضعين بسطاء القلب، كحال المجوس والرعاة. فكما استحقوا أن يكونوا أوّل المبشِّرين والمبشَّرين بميلاد المسيح، نحن جميعًا مدعوون لنقتدي بمثالهم. فنستحقّ ما يفيضه الربّ علينا من بشائر ونحمل بشارته إلى العالم مسبّحين مع الملائكة منشدين ومهلّلين لميلاد المسيح، الكلمة المتجسِّد، المتواضع من أجل خلاصنا».

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته