كيف نغلب أحزان العالم بأفراح ميلاد المسيح؟

الملاك خصَّ الرعاة بأوّل بشرى بولادة المسيح الملاك خصَّ الرعاة بأوّل بشرى بولادة المسيح | مصدر الصورة: Pexels/Phuc Tran

في زمن ميلاد ربِّنا ومخلِّصنا يسوع المسيح، كلمة الله المتجسِّد، تتوجّه الأفكار والقلوب إلى الـتأمّل في معاني هذا الزمن المتجدّد كلّ يومٍ في حياتنا، كعلامة فرح وسلام تُوجّه مسيرتنا وتقودها.

لكنّ الميلاد حلّ هذا العام وبعض أهلنا في الوطن حزانى ومتألّمون، وكثيرون في بلادنا وبلدانٍ أخرى في شرقنا مترقّبون وخائفون، بسبب الأحداث المريرة التي حدثت ولا تزال تحدث يوميًّا،  تاركةً أثرًا محزِنًا في نفوسنا. فكيف يمكن عيش فرح الميلاد الحقيقي رغم الظروف الصعبة والأحداث المُؤلمة؟ وكيف يمكن أن يغلب فرح العيد حزن العالم؟

الشروع يكون مع «الرعاة» كما بيّن المطران بولس ثابت حبيب راعي أبرشية القوش الكلدانيّة في حوار خاص مع «آسي مينا»، شارحًا أنّ الملاك خصَّهم بأوّل بشرى بولادة المسيح، وخاطبهم: «لاَ تَخَافُوا! فَهَا أَنَا أُبَشِّرُكُمْ بِفَرَحٍ عَظِيمٍ يَكُونُ لِجَمِيعِ الشَّعْبِ» ودعاهم إلى طرح الحزن والخوف، فالفرح آتٍ مع قدوم الملِّخص إلى عالمنا.

من هم الرعاة؟

«كان الرعاة أناسًا مهمَّشين بعيدين، بحكم مهنتهم، عن الحياة المدنية، ويعانون بؤسًا روحيًّا وماديًّا. ورغم أنّ من المنطقي أن نظنّ أنّ فرحهم يكمن في سدّ حاجاتهم الماديّة والمعنويّة، كان مصدر فرحهم أسمى ممّا يتوقعه المنطق البشري».

ماذا وجد الرعاة؟

تساءل حبيب: ما الجديد لرعاةٍ في مغارةٍ هي حظيرةٌ للحيوانات، حيث «وَجَدُوا مَرْيَمَ وَيُوسُفَ وَالطِّفْلَ مُضْجَعًا فِي الْمِذْوَدِ» وهو مَعْلَف الحيوانات؟ فهذا ما اعتادوا عليه. ولكنّ الإنجيل يخبرنا «ثُمَّ رَجَعَ الرُّعَاةُ وَهُمْ يُمَجِّدُونَ اللهَ وَيُسَبِّحُونَهُ عَلَى كُلِّ مَا سَمِعُوهُ وَرَأَوْهُ كَمَا قِيلَ لَهُمْ». 

هل نرى بعيون الرعاة؟

أوضح حبيب أنّ «الرعاة رأوا الله المخلِّص يدخل عالمهم ويولد في واقعهم البائس، متضامنًا مع معاناتهم: جوعًا وبردًا وتهميشًا وإقصاءً. ما يعني أنهم ذوو قيمةٍ في عينيه، يحبّهم ويقبلهم. الله آتٍ ليبقى مع الإنسان (عمانوئيل)».

أين نحن من هذا الفرح؟

خلص حبيب إلى القول إنّ فرح الرعاة هو فرحنا! فنحن أيضًا فقراء وبائسون بسبب خطايانا أوّلًا، وبسبب  عقلية العالم المفضِّلة للقوة والاستبداد والغنى والتسلّط، رغم نتائجها الكارثية على البشر. «فنحن اليوم مدعوون لنفرح، لأنّنا بواسطة ابن الله أصبحنا أبناء لله. هذه البنوّة لله هي التي ترفعنا من واقعنا المزري وتقودنا إلى ما وراء حدود الموت، إلى الحياة الأبدية».

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته